الرئيسية / عقارات ومساكن / العلم والفلسفة
منظمة السلام والصداقة الدولية

العلم والفلسفة

🔸newswekarabi

عبدالحكيم محمود
عرفت الفلسفة بأنها أم العلوم لأنها كانت تضم علوم شتى ولعل ما خلفه الفلاسفة الإغريق كأرسطو وأفلاطون وسقراط والعلماء العرب والمسلمين مثل ابن سينا وابن رشد وابن خلدون وغيرهم كانت تضم أبحاث واكتشافات ونظريات في الطب والفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء والفنون وغيرها من العلوم الطبيعية والإنسانية التي استقلت في المرحلة التي شهدت نشأة العلم الحديث أو ما تسمى بمرحلة الإصلاح 1650- 1690م على حد تصنيف برنال في كتابة الشهير العلم في التاريخ واعتبر هذه المرحلة الثالثة ضمن مراحل عصر الثورة العلمية .


وفي تلك المرحلة لنشؤ فروع العلم الحديث واستقلاليتها برزا العلم والفلسفة كتيارين متميزين ومع ذلك اتخذ العلم بعدا فلسفيا على الرغم من خروجه من عباءة الفلسفة في عصر الثورة العلمية ومولد العلم الحديث وهي الفترة التي شهدت أيضا عدد من الاكتشافات الهامة أبرزها اكتشاف وليم هارفي للدورة الدموية والتي قدمت فكرة عن الية الجسم وثورة كوبرنيكوس ونظريته حول دوران الأرض حول الشمس الثابتة وهما أهم اكتشافين شكلا ملامح الثورة العلمية واللذان صاغا صورة جديدة للكون و الجسم البشري
وليس ذلك فحسب بل أن العلم قي مختلف مراحل الثورة العلمية ومنذ مرحلة النهضة قد اثر في الفلسفة ولم يخرج منة إلا وقد طرح أثرة فيها مثلما تفعل الثقوب السوداء في الفضاء الكوني حيث يحتفظ فيها النجم بكتلته فيها بعد أن ينفجر أو ينتهي كنجم قزم وبالتالي فقد أثرت العلوم في صياغة النظريات والمفاهيم والمناهج الفلسفية وكان أكثر من أسهموا في التقدم العلمي هم من الفلاسفة والعكس ومن ولاء على سبيل المثال لا الحصر العالم والفيلسوف ديكارت (1596- 1650)المحامي الذي له اكتشافات وإنجازات في الرياضيات والفيزياء والدراسات الكونية حيث قدم في كتابة رسالة امستردام عام 1668م صورة لتقسيم الكون إلى قسمين مادي ومعنوي كما قدم ديكارت منهجه الشهير في الفلسفة وهو منهج الشك الديكارتي الذي كانت لدراسات العلوم الفيزيائية والرياضية والفلكية دور في صياغتها وبالتالي يقدم لنا ديكارت نموذجا للعالم الفيلسوف ولتأثير العلوم على الفلسفة
وإذا ما تابعنا بشكل موجز تلك العلاقة المتبادلة بين العلم والفلسفة وتأثيرات كل منهم على الأخر وبإلقاء نظرة سريعة على بعض فروع العلم مثل الرياضيات فأنها قد أسست مفاهيم ومفردات علم المنطق ومبادئ ومفاهيم القياس والمناهج الاستقرائية والاستنباطية وغيرها من المبادئ خاصة المتعلقة بمنهاجيه التفكير الفلسفي


كما أثرت علوم الفلك والدراسات الكونية في مركز الكون وكروية الأرض وغيرها من النظريات والاكتشافات الكونية التي اتخذت بعدها الفلسفي أيضا في الفلسفة وفكرها وهكذا استمرت تأثيرات العلوم إلى نظرية النشوء والارتقاء لدارون و قوانين الحركة والجاذبية لنيوتن وحتى نسبية اينشتاين إلى الانفجار العظيم والتمدد الكوني والثقوب السوداء لهوكنج كما كان للتقدم في علوم الإحياء – البيولوجي- ابتداء من دراسة الكائنات الدقيقة واكتشاف مكونات الخلية حتى ثورة الهندسة الوراثية


وعلى هذا النحو فان الفصل بين الفلسفة والعلم أمر صعب على الرغم من تحرر فروع العلم الحديث لاسيما في المراحل التي سبقت عصر الثورة العلمية على حد تعبير ارنست ماير أستاذ علم الحيوان بجامعة هارفرد الأمريكية ومؤلف كتاب هذا هو علم البيولوجيا والذي ضمنة فصل تناول فيه الحوار بين العلم والفلسفة المح من خلاله إلى إسهام الفلاسفة في تأسيس العلم والتفكير العلمي وفي التقدم العلمي وقال : إن بعض الفلاسفة في المراحل اللاحقة كانوا قد بدئوا علماء ثم فلاسفة
ويجرنا تناول العلاقات المتبادلة بين العلم والفلسفة واساهم وفضل كل منهم على الأخر إلى الكشف عنه في تاريخ العلم الذي أدى إلى ظهور فلسفة العلم

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

نوره العلم والتفوق والابداع صنوان

اخواتي اخواني عندما يكتب الدكتور علي عن شخصية فتيقنوا انه رأى جوانب تثير الاهتمام وتستحق …