الرئيسية / سياسة / Iran Jet / خبير يفنّد تاريخ “خزي إيران” في الحج
منظمة السلام والصداقة الدولية

خبير يفنّد تاريخ “خزي إيران” في الحج

قال الخبير العسكري والمحلل السياسي الدكتور علي غازي الغامدي لـ”عين اليوم”: إن إيران أعلنت في 9 يونيو الماضي نيتها مقاضاة السعودية أمام المحاكم الدولية، وفق ما نقلته وكالة تسنيم للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، بسبب حادثة التدافع في منى، ومقتل عدد من الحجيج الإيرانيين في موسم الحج 2015.
ورغم الاجتماعات التي تمت دعوة الوفد الإيراني لها من قِبَل الجانب السعودي مؤخرًا، بدا ملحوظًا وجود إصرار من جانب الطرف الإيراني على تعميق الأزمة وتصعيدها في ظل استمرار الاتهامات بالمسؤولية عن عدم حج الإيرانيين هذا العام.
وأضاف قائلا: لقد تركَّزت أهم نقاط الخلاف في عددٍ من النقاط، لعلَّ من أهمها إصرار الجانب الإيراني على منح التأشيرات لحجاجها من داخل إيران، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد قيام المتظاهرين الإيرانيين باقتحام السفارة السعودية داخل إيران ردًّا على إعدام الشيعي الإرهابي فكرياً أحد أزلام الملالي نمر النمر بعد إدانته بالإرهاب، والذي كان معروفًا بهجومه الدائم على المملكة العربية السعودية، ومن ثمَّ لم يعد هناك تمثيل دبلوماسي سعودي داخل إيران؛ لذا اقترحت المملكة أن يتم منح الحجاج الإيرانيين تأشيرات الحج من خلال بلد ثالث، الأمر الذي رفضته إيران بشدة، لما اعتبرته يُمثل تقليلا من مكانتها الإقليمية وهيبتها الدولية.
وبرغم ذلك فقد تم الاتفاق بين وزارة الحج والعمرة ووزارة الخارجية، في المفاوضات الأخيرة، على استخدام المسار الإلكتروني فيما يخص هذا الأمر؛ بحيث يستطيع الحاج الإيراني طباعة التأشيرة وهو في بلاده، وإحضارها مع جواز سفره للمملكة، كما ورد في بيان وزارة الخارجية بشأن الأزمة ومسألة تنظيم نقل الحجاج الإيرانيين للسعودية بعد توقف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين؛ والتي كانت تصل إلى ما يقرب من 150 رحلة جوية مباشرة شهريًّا؛ حيث طالب الوفد الإيراني بإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، مما يعد مخالفة للمعمول به دوليًّا. وفي هذا الصدد اقترح جاهان ديستينيشنز وكيل المبيعات العام للخطوط الجوية الإيرانية ماهان اير بإمكان المعتمرين والمسافرين الآخرين حجز رحلات ربط على متن خطوط جوية مثل الإماراتية والقطرية وسعي الجانب الإيراني لتضمين فقرات في المحضر تسمح للحجاج الإيرانيين بإقامة دعاء (كميل) ومراسم (البراءة) و(نشرة زائر)، وهي التجمعات التي طالما أكدت السلطات السعودية أنها تُعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي، فضلا عن كونها تهدف لإبعاد الحج عن مقصده الأساسي كفريضة دينية، والعمل على تسييسه من خلال تلك الشعائر. وقد اعتادت المملكة أن تُصدر سنويًّا تحذيرًا لحجاج إيران من إقامة تلك المراسم.
وأضاف أن إعلان البراءة من المشركين هو شعار ألزم به المرشدُ الإيراني البائد الخميني الحجاجَ الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، مثل الموت لأمريكا والموت لإسرائيل؛ باعتبار أن الحج، من وجهة النظر الإيرانية، يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية، إلى فريضة عبادية وسياسية. وتقوم المملكة كل عام بتوقيع مذكرات تفاهم مع 70 دولة بهدف ضمان أمن وسلامة الحجاج؛ إلا أنه نتيجةً لتلك الاختلافات رفض وفد شؤون الحج الإيراني التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعتيهم في إيران، فليست الأزمة الأولى في الخلافات بين السعودية وإيران التي تنتهجها إيران حول مسألة الحج وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكم العديد من الأحداث المشينة السابقة لها، وكان أبرزها وأكثرها خطورة أحداث مكة عام 1987. وقد سبقت تلك الأحداث حوادث أخرى، ولحقتها أيضًا أزمات تالية. ولعلَّ أهم تلك الأحداث موسم الحج عام (1986): عندما أحبط موظفو الأمن والجمارك في المملكة محاولة الحجاج الإيرانيين تهريب 51 كيلوجرامًا من مادة C4 شديدة الانفجار التي خبأها الحجاج الإيرانيون في حقائبهم لاستخدامها في تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما أُثير في وقتها وأثبتت التحقيقات هذا الأمر، لافتا إلى أن أحداث موسم حج عام (1987): وهي اشتباكات عنيفة وقعت في 31 يوليو 1987 في مدينة مكة المكرمة بين مجموعة من الحجاج الإيرانيين الشيعة وقوات الأمن السعودية؛ نتيجة ممارسة الحجاج الإيرانيين مراسم البراءة، ورفع شعارات سياسية معادية لأمريكا وإسرائيل والسنة؛ حيث قامت قوات الشرطة والحرس الوطني بتطويق جزء من المسار المخطط للمسيرة ومنع المتظاهرين من العبور مما أدى إلى تشابك الحجاج المتظاهرين الايرانيين من جانب وقوات الأمن وحجاج من جنسيات أخرى من جانب. وقد اشتدت حدة الاشتباك التي وصلت إلى مرحلة العنف من الحجاج الإيرانيين ورغم محاولة ضبط النفس من الأجهزة الأمنية بعد تدافع الحجاج بقوة، مما نتج عنه مقتل 402 شخص، منهم 275 حاجًّا إيرانيًّا، و42 حاجًّا من جنسيات أخرى، و85 رجل أمن سعوديًّا، فضلا عن إصابة 649 شخصًا، 303 من الإيرانيين، و145 من السعوديين، و201 حاج من بلدان أخرى. وأشار إلى أن الرياض قطعت علاقتها الدبلوماسية مع إيران، وتم تقليل العدد المسموح من الحجاج الإيرانيين من (150 ألف حاج) إلى (45 ألفًا)، أما طهران فقامت بمقاطعة الحج في المواسم الثلاثة التالية، إلى أن تجددت العلاقات بين الطرفين في عام 1991 بعد اتفاق يسمح للإيرانيين بممارسة فريضة الحج مرة أخرى، ووضع حدٍّ أقصى للحجاج الإيرانيين يبلغ (115 ألف حاج)، مع السماح لهم بالتظاهر، لكن في مكان واحد تُخصصه لهم السلطات السعودية. وبرغم التزام الطرفين بهذا الاتفاق على مدار العقدين التاليين، فقد وقعت بعض الأحداث اللاحقة التي عكَّرت صفو ذلك الاتفاق.
كما وقع في موسم حج عام 1989 انفجاران بجوار الحرم المكي نتج عنهما وفاة شخص وإصابة 16 آخرين، وألقت السلطات الأمنية القبض على 20 حاجًّا كويتيًّا اتضح خلال سير التحقيقات معهم تلقيهم تعليمات من محمد باقر المهري (عالم دين ووكيل المرجعيات الشيعية في دولة الكويت)، وتسلمهم المواد المتفجرة عن طريق دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران في الكويت، وتمت محاكمتهم والقصاص منهم.
وفي موسم حج عام 1990: وقعت حادثة نفق المعيصم الشهيرة في يوم عيد الأضحى، نتيجة تدافع الحجاج والزحام بينهم، وبرغم اتهام بعض الأطراف الإيرانيين بإطلاق غازات سامة أدت إلى وفاة 1426 حاجًّا من مختلف الجنسيات؛ فإن السلطات حينها لم تتهم أحدًا، وقالت إنه مجرد حادث عرضي.
وآخر تلك الأحداث حادثة تدافع منى في موسم حج العام الماضي، والتي نتج عنها مقتل نحو 2300 حاج أجنبي، من بينهم 464 إيرانيًّا، وهي أسوأ أزمة وقعت في مواسم الحج بعد أحداث 1987؛ والتي تستغلها إيران لاتهام المملكة دومًا بعدم القدرة على تنظيم مواسم الحج، فضلا عن سعيها لتدويل القضية، ومقاضاة السعودية أمام المحاكم الدولية في مقتل حجاجها الإيرانيين، مبينا أنه يبدو أن أزمة الحجاج ستظل مثارًا للخلاف الذي تنتهجه إيران، خاصة في ظل التوتر القائم بين البلدين، والخلافات في عدد من الملفات الإقليمية، مثل الأحداث في سوريا واليمن التي تدعمها إيران للعبث بأمن المنطقة. ومن ثم يمكن القول إن الحج بهذه الطريقة قد تحوّل إلى أداة يتم توظيفها سياسيًّا لتحقيق مآرب مفضوحة من طرف الملالي وأذنابه على خلفية الاتهامات التي تشن دومًا من إيران حول مسؤولية منع الحجاج من أداء الفريضة الإسلامية؛ حيث تسعى إيران إلى إظهار السعودية أمام الرأي العام في العالم الإسلامي بأنها تمنع حجاجها الإيرانيين من أداء الفريضة بما تحاول به هز صورة السعودية إقليميًّا ويحقق لإيران مكسبًا سياسيًّا في عدد من الملفات الأخرى حسب نظرتهم الغوغائية.
وتابع أن المملكة العربية السعودية ترى أن تلك الاتهامات التي توجهها لها إيران في هذا الصدد، واتهامات إيران بأنها تحاول إثارة مزيد من التوتر، وأنها تسعى إلى تسييس الحج، واستخدامه في الخلافات بينهما، بل إنها حاولت في الأزمة الأخيرة أن تُظهر تساهلا من جانبها فيما يتعلق ببعض شروط ومطالب الجانب الإيراني لوقف نزيف الاتهامات الإيرانية المتكررة للسعودية في هذا الصدد ومن ثم فقد أُضيف ملف الحج إلى قائمة الملفات الخلافية بين القوتين الإقليميتين الكبيرتين (المملكة العربية السعودية وإيران)، بما يزيد من مشاعر التوتر بين السُنَّة والشيعة في العالم الإسلامي وليس فقط بين الدول والأنظمة الحاكمة، وهو ما يعني أن الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من التوترات الحادة التي ستزيد الأمور سوءًا، ليس فقط في العلاقات بين الطرفين بل في المنطقة كلها بعد إضفاء الطابع الديني والطائفي المذهبي على الخلافات السياسية، لإشغال شعبها واذنابها عما تفعله من جرائم بحق شعبها من قهر واذلال وتجويع وقمع الحريات والاعدامات وتبديد ثروة الشعب للصرف على أذيالها في الخارج ، المملكة بشهادة العالم تقدم للأماكن المقدسة والزائرين لها حجاً أو عمره مليارات لتسهيل أداء النسك بكل يسر وسهولة، وختم تصريحه قائلا إنه الركن الخامس وعلى الملالي إذا أرادوا الحج المسيس وتسييل الدماء بضرب السلاسل فليكن في حجهم في كربلاء وقم والنجف، أما بيت الله فهو فريضة لله بقدرة الله شاء من شاء وأبى من أبى، وليخسأ المجوس المرجفون.

يذكر أن ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن نايف، قال إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول الحج التي ازدادت حدة في الآونة الأخيرة، لا تستند إلى أي مصداقية، وإن طهران هي التي طالبت بأمور “تخالف شعائر الحج” في محاولة لـ”تسيّس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام”، مؤكدا أن المملكة ستتعامل بـ”حزم وحسم” مع أي جهة تهدد أمن الحج والحجيج، وذلك في تصريحات له في ختام رعايته لحفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام.

عن نيوز ويك عربي

شبكة إعلامية صحفية شاملة مقرها بريطانيا ومكاتبها ومراسليها في معظم دول العالم ضمن منظومة AKED TV MAGAZINE AND NEWSPAPER (UK) LTD

شاهد أيضاً

ياأمةً ضحكت من جهلها الأمم .

Newswekarabi  د. علي ال غازي     فعلاً ياأمةً ضحكت من جهلها الأمم . ‏شي …