newswekarabi – ترجمة
Karema Karam – نيويورك
نشر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، راعي اتفاقيات كامب ديفيد، مؤخراً مقالاً دعا فيه الرئيس باراك أوباما إلى استغلال الفترة القصيرة المتبقية له في البيت الأبيض، لكي يعلن اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطين، ويدعم قبولها عضواً في الأمم المتحدة. وفي 20 ديسمبر/كانون الأول، وجه الناشط السياسي الأمريكي والمرشح الأسبق للرئاسة رالف نادر عبر وسائل إعلام رسالة مفتوحة إلى أوباما دعاه فيها إلى الاستجابة لدعوة كارتر. وفيما يلي رسالة نادر.
عزيزي الرئيس أوباما
في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، كتب جيمي كارتر، الرئيس الذي أشرف على اتفاق السلام بين «إسرائيل» ومصر في 1978، عمود رأي في صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «أمريكا يجب أن تعترف بفلسطين». وقد وجه إليكم نداء عاجلاً، لكي تقوموا ب«الخطوة الحيوية لإعلان الاعتراف الدبلوماسي الأمريكي بدولة فلسطين، ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة»؛ وذلك قبل نهاية ولايتكم في 20 يناير/كانون الثاني 2017.
وقد استشهد كارتر بإعلانكم في 2009، أن الولايات المتحدة تؤكد دعمها لاتفاقية كامب ديفيد، وقرار الأمم المتحدة 242، وقولكم إن «لتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية غير مشروع بموجب القانون الدولي». وأشار أيضاً إلى بيانكم في 2011، الذي أعلنتم فيه أن «حدود «إسرائيل» وفلسطين يجب أن ترتكز على خطوط 1967»، وأن «المفاوضات يجب أن تفضي إلى إقامة دولتين؛ بحيث تكون لفلسطين حدود دائمة مع «إسرائيل»، والأردن ومصر، وتكون ل«إسرائيل» حدود دائمة مع فلسطين».
وبينما يتحرك الكنيست «الإسرائيلي» «لضم مزيد من أراضي فلسطين (أي من ال22% المتبقية من فلسطين القديمة)، وبينما سيحصل القمع «الإسرائيلي» «للفلسطينيين على دعم كامل من إدارة ترامب، فإن كارتر يرى هذه الإجراءات (التي اقترحها عليكم) هي «أفضل وسيلة – وربما الآن الوسيلة الوحيدة – للتصدي لواقع الدولة الواحدة، الذي تفرضه «إسرائيل»».
وخلال ما تبقى من ولايتكم، أنت الآن طليق اليدين أكثر من أي وقت مضى، لاتخاذ هذه القرارات من أجل السلام والعدل في تلك المنطقة المضطربة.
وأنتم صادقتم على أضخم عملية تسليم أسلحة حديثة أمريكية، ومعلومات استخباراتية إلى الحكومة «الإسرائيلية». وأنتم وافقتم، أكثر مما فعل أي رئيس أمريكي سابق، على اتفاق مدته 10 سنوات، لتقديم مليارات الدولارات سنوياً إلى «إسرائيل». ولم يسبق أبداً أن حصل أي بلد على أي قدر مماثل من دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين.
ومقابل كل هذا السخاء، تعرضتم لحملة تشنيع في «إسرائيل» تضمنت تصريحات عنصرية ضدكم، واتهامات باطلة بأنكم تعادون السامية.
أولم يحن الوقت للعمل من أجل السلام في تلك المنطقة؟. من المؤكد أنكم سوف تحظون بدعم نشط من مؤيدي السلام في الجانبين.
وفي وقت أصبحت ضرورة القيام بعمل أمراً عاجلاً، لا بد أن ما أفزعكم هو تصريحات دونالد ترامب واختياره ديفيد فريدمان، الذي يقيم معه علاقة وثيقة، كسفير للولايات المتحدة لدى «إسرائيل». وفريدمان، الذي اتهمكم بمعاداة السامية، يؤيد التوسع الاستعماري «الإسرائيلي» في الضفة الغربية.
وماذا تريدون نذر شر أكثر من ذلك؟.
جيمي كارتر رئيس محق وذو خبرة، وهو يستحق الثناء لإيمانه بأن انضمام الولايات المتحدة إلى المجتمع الدولي باعترافها بفلسطين ومساهمتها في إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، يمكن أن يسجل باعتباره أكبر مساهمة لكم في أمن الشرق الأوسط والسلام العالمي.
المخلص لكم رالف نادر
* ناشط سياسي وحقوقي وكاتب أمريكي (من أصل لبناني)
newswekarabi
Karema Karam