newswekarabi
تحقيق – حلا الحوارات
هي عندهم مصدر الحُسن والزينة والجمال ومنبع الخير والسعادة عشق العرب الإبل…
فأخذوا منها أسماء أبنائهم وبناتهم ليس في معاجم اللغة
اسم جمع تسع مرات إلا الجمل ..والناقة 11 مرة
هكذا بداء سعيد شريف حديثه ل newswekarabl المربي والمالك والعاشق للمزايين
القرآن الكريم نزل بلسان العرب,
لذلك فهم أعرف الناس بتفسيره وروعة بلاغته وإعجازه.يقول عز من قائل: »
إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون
« سورة »يوسف – الآية 2«.
إن لغة العرب بالأساس التاريخي مستمدة من بيئتهم الصحراوية, فأجدادنا العرب القدامى هم بداة أهل نجعة وانتواء وتتبع لمساقط الغيث, وهم الذين أعطوا لمكونات بيئتهم المحيطة بهم المسميات والتشبيهات والكلمات, ثم عادوا فيما بعد وأخذوا من هذه التسميات والكلمات الكثير من المفردات والاشتقاقات اللغوية واستعملوها في كل مناحي الحياة ونشاطاتها المادية والمعنوية. وللأمانة التاريخية نذكر ان معظم كلام عرب الجزيرة الحاليين لم يتغير كثيراً من كلام أجدادهم عرب الجاهلية رغم المسافات الزمنية الطويلة التي تفصل بين الأوائل والأواخر.
قال الله تعالى في محكم كتابه المبين مخاطباً العرب أصحاب الإبل لينظروا إليها ويتأملوها لأنهم أعرف الناس بها فحبها متأصل في ضمائرهم وعقولهم: »أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت« سورة »الغاشية – 17«.
الإبل في حياة العرب عز خالد وأدب سائد على مر العصور وتعاقب الأجيال, والطالب والدارس لآداب العرب ومعارفها من لغة وشعر ونثر.. سيجد أمامه سيلاً هائلاً من المفردات والاشتقاقات والمعاني المتعلقة بالإبل ونشاطاتها المختلفة, إن تأثير »الجمل« و»الناقة« في موروثاتنا الأدبية والشعرية وفي كلام العرب عموماً لا يعد ولا يحصى ولا يقاس.
»الجمل« مصدر الجمال والبهاء
كلمة »الجمال« جاءتنا من الجمل, لو فتح أحدنا أحد معاجم لغة العرب لوجد التداخل بين اسم »الجمل« و»الجميل« ومصدره »الجمال«. نقول: »جمل الرجل« فهو »رجل جميل« و»رجل جمل« و»رجل جمال« و»رجل جمالي« أي رجل تام الخلق (لا نقص فيه) ضخم الأعضاء على التشبيه بالجمل لتمام خلقه وضخامة أعضاء جسمه وتناسقها (فالجمل هو مصدر هذا الجمال والتناسق) هذا هو ما تقوله المعاجم والقواميس العربية. ونقول: »امرأة جملاء« و»امرأة جميلة« أي امرأة حسناء جميلة مليحة متناسقة الأعضاء بهية الطلعة ومصدر كل هذه المواصفات هو الجمل. ويؤيد ما ذكرته المعاجم أن الجمل هو مصدر الجمال قول رب العزة والجلال في محكم كتابه المبين عن الأنعام: »ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون« سورة »النحل – 6«.
يفسر علماء القرآن واللغة هذه الآية الكريمة بقولهم: إن في الأنعام »زينة« و»بهاء« و»حسن« ويجعلون على رأس هذه الأنعام »الإبل« فهي المال والحلال والمحرك الأساس للنشاط البشري في بوادي وحواضر جزيرة العرب, وهي مصدر الخير والسعادة لأجدادنا الأقدمين عرب الجاهلية والإسلام.
وتقول معاجم اللغة: إن كلام العرب ليس فيه اسم جمع تسع مرات إلا »الجمل«, فإنهم جمعوه »أجملاً« و»أجمالاً« و»جاملاً« و»جمالاً« و»جمالات« و»جمالة« و»جملاً« – بضم فسكون – و»جمائلاً« و»أجاملاً« وأكثر ما يكون الجمع عندهم مرتين أو ثلاثاً لا يجاوزون ذلك, بينما انفرد الجمل لوحده بكثرة الجوع لمكانته المتميزة عند العرب جميعاً, فهو حبل الحياة الذي تعتصم به أرواحهم من طوفان الطبيعة العربية وتغيراتها المفاجئة.
»الناقة« مصدر الأناقة والجمال والإعجاب:
لما كانت »الناقة« – أنثى الجمل – أكرم عليهم من الجمل فإنهم جمعوها إحدى عشرة مرة فقالوا: »ناقات« و»نوقاً« و»ناقاً« و»أيانقاً« و»أينقاً« و»أنوقاً« و»أنواقاً« و»أنؤقاً« و»أونقاً« و»نياقات« و»نياقاً«.
وتذكر معاجم اللغة وأشعار العرب ان مفردات »الإناقة« و»الأناقة« و»التأنق« و»التنوق« و»الأنق« وكلها تعني: الحسن والجمال والإعجاب, هي مشتقة من اسم »الناقة« أنثى الجمل.
نقول: هذا شيء أنيق: أي حسن جميل ومعجب. وتأنق في الأمر: أي عمله بأناقة أو بإناقة: أي تجود فيه وجاء به بالعجب. وتنوق في أموره نجود وبالغ مثل تأنق فيها. وتنيق وانتاق كتنوق والاسم من كل ذلك النيقة. والنوق: بياض فيه حمرة. والنوقة: الحداقة في كل شيء, والمنوق: المذلل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب قطوفها لأكلها فقد ذللت وتنيق أو تنوق فلان في مطعمه وملبسه وأموره إذا تجود وبالغ.
فكل هذه الاشتقاقات ذات المعاني الجميلة جاءتنا من الناقة.
الراحلة والذلول: بعير نجيب تام الخلق حسن المنظر:
ذكرت لنا كتب الحديث ومعاني اللغة هذا الحديث ومعاجم اللغة هذا الحديث الشريف: »تجدون الناس بعدي كإبل مئة لا تجدون فيها راحلة« ومعنى الحديث كما فسرته المراجع: ان المرضي المنتخب من الناس في عزه وجوده كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل, والراحلة من الإبل هي البعير (الجمل أو الناقة) القوي على الأسفار والأحمال, النجيب التام الخلق الحسن المنظر. والراحلة تقع على الذكر والأنثى, والهاء في الراحلة للمبالغة.
و»الراحلة« هي البعير »الذلول« المذلل والمدرب على قطع المفازات والفلوات وتقصير المسافات وهي عماد جيوش الحرب والغزو أيام زمان.
أسماؤهم من إبلهم
هناك أسماء للرجال والنساء مازالت شائعة وذائعة عند العرب عموماً, وعرب الجزيرة على وجه الخصوص, الأوائل منهم والأواخر, استوحوها وأخذوها من الإبل, وهي أسماء محببة إلى قلوبهم بسبب دلالاتها ومعانيها, نذكر منها:
»القرم«: عندما يقول لك بدوي اليوم: »انت قرم« أو »انت قرم العيال أو قرم الرجال« فهو يمدحك ويشيد بقدرك.. فأنت السيد الكريم الشجاع من بين الشباب والرجال. وكلمة »القرم« تستعمل كثيراً صفة مدح واسم للرجال. ولو رجعنا لمعاجم لغة العرب لوجدنا »القرم«: هو الجمل المكرم الفحل الذي لا يحمل عليه ولا يذلل, ولكنه يكون للفحلة والضراب. وسمي السيد الرئيس المعظم من الرجال ب¯ »القرم« لأنه شبه بالقرم من الإبل لعظم شأنه وكرمه.
يقول الأمير الشاعر جمال الدين أبوعبدالله علي (ت 629ه¯) بن المقرب العيوني:
نماني من ربيعة كل »قرمٍ«
هجانٍ جاء من »قرم« هجان
أبي من قد علمتِ وليس يخفى
بضاحي شمس يومٍ أضحيانِ
وهذا الشيخ الشاعر هزاع بن عقاب آل صويط, من شيوخ الظفير يأمر صباب القهوة بأن يصبها للقرم:
صُبه »قرم« ما يهاب الخساره
العاقل الكامل بعيد المراميس
وطيبٍ بالطيب ترا هو تجاره
الخاسر اللي يبذل الطيب بالهيس
البيتان من قصيدة شعبية, في البيت الأول يقول: حسب فنجال القهوة إلى القرم الذي ما يهاب الخسارة (الكريم), العاقل الكامل, بعيد المرامي والمسافات (قطاع الفجوج).
في البيت الثاني: يقول: إن بذل الطيب بالرجل الطيب (القرم) تجارة رابحة والخاسر هو الذي يبذل الطيب بالرجل الهيس (العفن الرديء).
»المصعب« و»الصعب«: من أسماء الرجال و»صعبة« و»صعيبة«: من أسماء النساء وهذه الأسماء شائعة وذائعة عند عرب الجزيرة بادية وحاضرة, المصعب والصعب – في اللغة الفحصى: هو الجمل الذي لم يمسه حبل ولم يركب, وهو نقيض الذلول, والجمع: مصاعب وصعاب, ومنه سُمي الرجل مصعباً وصعباً, ورجل مصعب وصعب أي رجل سيد عظيم الشأن. والأنثى صعبة وصعيبة.
والمصعبان الشهيران في التاريخ العربي الإسلامي هما: مصعب بن الزبير وأخوه عبدالله بن الزبير – رضي الله عنهما – وملك العرب في الجاهلية ذو القرنين (له ضفيرتان في رأسه للزينة) المنذر بن ماء السماء ويلقب بالصعب. وماء السماء لقب لأمه لحسنها وفرط جمالها واسمها (مارية بنت عوف النمري) واسم الملك هو (المنذر بن امرؤ القيس) قتل عام 533م. لحق باسمه لقب أمه »ماء السماء« لشهرتها الذائعة الصيت عند عربان ذلك الزمان.
وعندما يريد البدوي ذلولاً يركبها ويقطع بها المسافات يختار له بعيراً أصيلاً نجيباً من إبله ويكون في البداية صعباً نزقاً ثم يبدأ بتذليله وتدريبه ليصبح ذلولاً مطواعاً.
يقول الشاعر الجاهلي عمرو بن مخلاة الكلبي:
إذا خطرت حولي قضاعة بالقنا
تخبط فعل »المعصبات« قرومها
قضاعة: اسم قبيلة عربية. المقروم: السادة النجباء من الرجال, وأصلها الجمال الاصيلة.
»الأوضح« و»وضحان« و»وضيحان«: من اسماء الرجال, و»وضحاء« و»وضحه« و»وضيحه«: من اسماء النساء, وهذه الاسماء شائعة ومتداولة عند عربان الجزيرة بادية وحاضرة, وهي مستمدة من الجمل الاوضح والناقة الوضحاء, واذا رجعنا الى معاجم لغة العرب وجدنا, الاوضح: الجمل الابيض, والانثى وضحاء, والجمع: وضح.
كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني »ت24ه¯ 662م« يمتدح عصبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, واصفاً اياهم ب¯»الجمال الزهر« اي الوضح, يقول:
يمشون مشي »الجمال الزهر« يعصمهم
ضرب إذا تمرد السود التنابيل
شم العرانين أبطال لبوسهم
من نسج داود في الهيجا سرابيل
تمرد السود التنابيل: فر السود القصار. التنبل: الرجل القصير.
رقصة الدحة معروفة عند قبائل عربان شمال الجزيرة, هذا احد شعراء, هذه الرقصة يلاعب فتاة الملعب المسماة خليدة, ويصفها بأنها بكرة وضحاء ومشيها بالقفر تهمس »بخفة« اما نهودها فتشبه بيض الحمام التي في عشها لم تلمس.. يقول:
خليدة بكرة وضحا
ومشية بالقفر تهمس
ونهوده بيض الحمايم
بعشة ما بعد يمس
البكرة الوضحاء: الناقة الشابة ذات اللون الأبيض.
الشيخ الشاعر نمر بن قبلان بن عدوان (ت 1238ه¯ 1823م) شيخ عربان البلقاء يتذكر زوجته العزيزة »وضحا« بنت فلاح السبيله من القضاة من بني صخر التي توفيت فينشد هذين البيتين الشعبيين من قصيدة:
خيال »وضحا« في ضميري يعنا
القلب شاب وحيلتي بس ونة
ياليت قلبي فاضي يا معنا
وياليت زومات النيا ماغشنه
وهذا احد شعراء رقصة الدحة يمتدح فتاة الدحة »الحاشي« ويصفها بأنها ناقة وضحا من نياق رجل اسمه البوزي, وهي ضامر ونهدها مركوز, ورأسها ذيل فرس شقراء يطاردونها رجال من عنزه.. يقول:
انتي »وضحا« للبوزي
ضامر ونهيدك مركوزي
وراسك يا ذيل الشقرا
وان صفقوها إعنوزي
وهذا الشاعر ساكر الخمشي العنزي »ت1350ه¯« يشبه عشيقته الحبيبة بالغرسة المستكنة بالظل او بالبكرة الفتية التي تمشي مقاديم الاذاود »القطعان«.
قال هذين البيتين من قصيدة طويلة بعضهم ينسبها لغير الخمشي:-
شبهت خلي غرسة مستكنة
أو »بكرة وضحا« مقاديم الأذاود
وزميمه في سلة الخشم كنه
يشدى زهر حوذانة غب براد
الزميم: مصغر زميم, وزميم مصغر زمام, وهي حلقة صغيرة من ذهب تزين بها الفتاة انفها »خشمها«. الحوذانة: نبته برية ذات ورقة مدورة زهورها صفراء.
وهذا احد شعراء البادية يشبه حبيبته بالناقة الوضحاء الفتاة ذات الدل ماعليها من سفايف وخروج ومنسوجات ملونة التي داجت »تجولت« على عقلة »مجموعة آبارحسيان« لم تصلها بقية الابل الواردة.. يقول:
يا شبه »وضحا فتاة« دلها زيني
داجت على عقلة والورد ماجاها
يا عل من حيرة يعطى عمى العيني
بصواب صمعا مجل الفخذ يشظاها
في البيت الثاني: يدعو على ابن عم الفتاة الذي خيرها بعمى العين, وبطلقة من بندقية صمعاء »بندقية عثمانية بدون اذن: نيشان تسديد« تشط مجل فخذ رجله, لأنه حرمه من الاقتران بها, و»الحياء او الحجار« هو عرف عندهم يبقي الفتاة لابن عمها او قريبها الادنى ويمنع اي رجل من التقدم لخطبتها.
»الأشقح« و»الشقيحي« و»شقحان«: من اسماء الرجال عند البدو والحضر
»الشقحاء« و»الشقحه« أو »شقحا« و»شقيحه«: من اسماء النساء عندالبدو والحضر في جزيرة العرب, والشقحاء عند البدو هي الناقة الغالب على لونها البياض الذي يخالطه اللون البني الفاتح والرمادي الخفيف.
وفي معاجم اللغة: الشقحة والشقحاء: اللون الاحمر المختلط بالاصفر, يقال: اشقح البشر »الخلال« اي احمر واصفر. تغير لون البشرة الى الحمرة والصفرة.
يشبه الشاعر احدى البنات الجميلات بالناقة الشقحاء الثنية »عمرها 5 سنوات« والتي تسير بأول الإبل الخور »إبل الواحات الرقيقة«.. يقول:
يا شبه »شقحا« ثنية بأول الخوري
حايل ولا معها المفرود يلهجها
عشقة صبي خلاف الجيش مذكوري
قرم ولد قرم والدنيا يخرجها
في البيت الاول: يشبهها بالبكرة الشقحاء التي تسير اول النياق الخور »جمع خواره« وهي نياق الحاضرة من اهل المدن والواحات وتتميز بالرقة واللين لأنها تشرب الماء دائماً والخور – في اللغة – من معانيه الرقة واللين والضعف, وهذه البكرة الشقحاء لم تلد »حايل« وبالتالي لم يمصها ولدها المفرود »الاصيل« ولم يلهجها بلسانه ليرضع.
في البيت الثاني: هذه الفتاة الجميلة الشقحاء هي عشيقة لفتى شجاع يحمي مؤخرة »خلاف« قومه عندما يتراجعون الى الوراء وهو قرم »شجاع« ابن قرم ما يملكه من الدنيا يبذله لفعل المكرمات.
ع»حاشي« و»حويشي«: من اسماء الرجال المتداول عند عرب الجزيرة, قل استعمالها في وقتنا الحالي, والحاشي – باللغة – وفي كلام البدو: هو ابن الناقة الذي يتراوح عمره بين سنة الى ثلاث سنوات.
ومصغرة: »حويشي« والأنثى: »حاشية«, والجمع: »حشو« سميت حشواً لأنها تحشو الكبار, أي تتخللها, ومن حشو »الابل اخذنا »حشو الكلام« وهو الكلام الذي لا يعتمد عليه ولا يعتد به, واخذنا »حاشية الكتاب« اي جانبه وطرفه.
الشاعر محمد المهادي القحطاني, عاش في اول القرن الثاني عشر الهجري, يصف الاجواد ب¯»الزمل« والانذال ب¯»الحشو« في هذا البيت من قصيدة طويلة لها قصة معروفة عند عربان الجزيرة بادية وحاضرة, يقول:
الاجواد مثل الزمل للشيل ترتكي
والانذال مثل »الحشو« كثير الرغا بها
في هذا البيت يصف الاجواد ب¯»الزمل« وهي الجمال القوية التي يحمل عليها الطعام والمتاع وأغراض البيت, والواحد زاملة وزمالة, ويصف الانذال ب¯»الحشو« وهي صغار الابل كثيرة الرغاء, و»الرغاء« صوت البعير, والحشو ولا تحتمل الاحمال الثقيلة.
»قعود« و»قعيد«: من اسماء الرجال الشائعة عند عرب الجزيرة, وفي زماننا الحالي قل استعمالهما, والقعود – باللغة – وفي كلام البدو الحاليين: هو ابن الناقة, حين يركب اي اتى عليه سنتان وحتى يثني اي يصبح ثنيا اي دخل في السنة السادسة وبدأت ثناياه »اسنانه الامامية« بالسقوط ومصغره »قعيد« وجمعه »قعدان«.
وهذا شاعر بدوي يصف قعوده »دميثير« بأنه اسرع من الطير, واسرع من صفقة الهواء , واذا ادبر او اغار يضيع بصر البصير من سرعته فهو مثل الظبي في حلاياه »اوصافه« نقتطف هذه المقاطع من قصيدة شعبية طويلة من نوع »الرجد«.
يا »قعودي« يا دميثير
اسبق من اللي يطير
واسرع من صفقة هواه
يوم يقفي ويوم يغير
يضيع بصرك يا بصير
مثل الظبي حلاياه
دميثير: كلمة ترمز للحظ والفأل الحسن عند البدو, والرجل الدمثير, بكسر او فتح او ضم الدال – باللغة – هو الرجل الدمث السهل, وبعير دمثر: وثير كثير اللحم صحته ممتازة.
وبالمناسبة يعرف كاتب هذه السطور اخوين احدهما اسمه »قعيد« والثاني اسمه »خويشي« وهما كبار بالسن, ولهما ابناء اسماؤهم جميلة لطيفة بفعل التحضر والتمدن.
»قعده« و»قعيده«: من اسماء النساء: و»القعدة«: هي كما يقول البدو: »قصيصة الابل« اي المختارة المنتقاة من الابل, فهي رحول »راحلة« الراعي يركبها ويحمل عليها زاده ومتاعه وادواته, وهي ثنية اي دخلت في السنة السادسة من عمرها, وفي بعض معاجم اللغة وكتب التراث نجد خلطا بين القعدة والقعود, علما بأنهما مختلفان في عمريهما وعملهما. فالقعدة بضم القاف او كسرها: هي التي يقتعدها الراعي لركوبه وحمل حوائجه عندما يسرح بإبله. وهذه بدوية تصف قرون »جدايل« حبيبها بالاشرطة المنتثرة على القعدة وهو راكب على راحلته:
قرون حبيبي تقل شرطان
ومنثرات علي القعدة
سعيد شريف
عاشق ومربي مزايين
فيديو لابل سعيد في الباحه