newswekarabi
م. شاهر الرقام
منذ زمن غير بعيد وبعد انتهاء العصر المملوكي والعصر الصعلوكي والعصر الجعلوكي بدأت تدب السيارات في شوارع عالمنا العربي في البداية كانت الحالة المرورية هادئة والسيارات قليلة جدا ثم مالبثت الامور في التزايد ولكن كانت شوارع العالم العربي تخلو من الاشارات الضوئية وكان الاعتماد على رجال قلم المرور كبيرا لتنظيم حركة السير
بعدها بفترة بدأت الاشارات الضوئية في الانتشار وكانت في البداية يدوية اي انها كانت تدار بواسطة عسكري مرور يجلس في كشك به مفاتيح كهربائية يفتح ويغلق حسب الحاجة
في ذلك العهد كان السائقون يضغطون على العسكري
بواسطة الات التنبيه (البوري) ليفتح لهم الاشارات وكان بعض السائقون يخرجون من سياراتهم ويصيحون ملوحين بايديهم بانفعال تحت وطأة الحر الشديد فيقول احدهم ياعسكري فك الاشارة والبقية يعزفون على ابواقهم في جوقة جماعية
اما في هذه الايام فكل الاشارات الضوئية تعمل آليا بواسطة مؤقت يتحكم في الدوائر الكهربائية ولكن يبدو ان البعض لا يدري ان الاشارات اليدوية قد ازيلت من شوارعنا قبل اكثر من ثلاثين عاما ولا يزال يحاول الضغط على العسكري الذي لم يعد موجودا بواسطة البوري المزعج
والغريب انني حين اتفحص بعضهم اكاد اجزم انه لم يدرك زمن “ياعسكري فك الاشارة”
ترى على من يضغط هذا الفتى الصغير حين يستعمل البوري؟
نحن مجتمع محافظ والانساب فيه محفوظة و الجينات تنتقل من جيل لاخر كاملة غير منقوصة حاملة معها كل الصفات الوراثية خلقية كانت او خلقية فينتقل نفس الفكر من جيل الى جيل فانا اشبه جدي وحفيدي يعيش ويتصرف مثلي لا اختلاف
اللهم الا في بعض المظاهر وقصات الشعر
ربما واقول ربما كان هذا هو السبب في ان بعض صغار السن لا يزالون يعزفون بابواقهم عند الاشارات ويجب ان نعذرهم فجيناتهم تحكمهم
م / شاهر محمد رقام