الرئيسية / الأخبار / التنظيم الإرهابي يستغل سياسة «شيطنة المهاجرين المسلمين» في التحريض: إنه الحليف الأميركي حظر السفر.. كنز دعائي وشريان حياة لـ «داعش»
منظمة السلام والصداقة الدولية

التنظيم الإرهابي يستغل سياسة «شيطنة المهاجرين المسلمين» في التحريض: إنه الحليف الأميركي حظر السفر.. كنز دعائي وشريان حياة لـ «داعش»

newswekarabi
dan dilusi – Usa

ترجمة م . خلود علي

 

 

 

يهدد الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي يحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى البلاد بزيادة خطر الهجمات الإرهابية وتعريض القوات الأميركية في الخارج للخطر من خلال استعداء الحلفاء، وإثارة غضب المسلمين، وخدمة دعاة التطرف الإسلاميين.

ومن شبه المؤكد أن الأمر التنفيذي الذي وقع بحجة حماية الولايات المتحدة من الإرهاب، كما ذكر خبراء وكبار مسؤولين سابقين، سيكون له تأثير معاكس.
وقد أثار الأمر سريعا حالة من الفوضى والارتباك في المطارات في جميع أنحاء العالم، كما أثار ردود فعل انتقامية فورية من بعض الدول. ودعا أعضاء البرلمان العراقي بوقف جميع التأشيرات للأميركيين، بما في ذلك المتعاقدون والصحافيون.

كما حذَّر دبلوماسيون أميركيون في بغداد واشنطن أن الأمر قد يلحق ضررا أبديا في العلاقات الثنائية مع حليف أميركي يقاتل تنظيم داعش، ويمكن أن يعرض سلامة الدبلوماسيين والمتعاقدين الأميركيين على الأرض، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
كما أكد كبار المشرعين الأميركيين أيضا كم النتائج العكسية التي يمكن أن يأتي بها هذا الأمر. في النهاية، نخشى أن يصبح هذا الأمر التنفيذي جرحا ذاتيا في مجال مكافحة الإرهاب، كما قال السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام في بيان مشترك الاثنين.
وقالوا ان الأمر التنفيذي سيعزل حلفاء مسلمين رئيسيين، ونخشى أن هذا الأمر يساعد في تجنيد المتطرفين بدلا من تحسين أمننا.

الواقع أن تلك الخطوة لم تكن الشيء الذي سعى إليه أو ضغط من أجله المسؤولون عن مكافحة الإرهاب. بل إنهم ركزوا على إيجاد أفضل السبل لمواجهة دعاية داعش على الإنترنت وإقامة تعاون أوثق مع الحكومات الأخرى بما في ذلك حكومات من الشرق الأوسط لكشف المؤامرات والشبكات الإرهابية. وبدلا من ذلك، كما قال خبراء ومشرعون، يعتبر الأمر بمنزلة كنز دعائي لم يكن لـ داعش أن يحلم به مطلقا.
وخلال 24 ساعة من توقيع ترامب للأمر، بدأت دعاية داعش باستغلال حظر السفر في الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي واحدة من تلك الرسائل، استغل أحد المروجين للفكر الداعشي الأمر لتوبيخ المسلمين الذين يتعاونون مع الولايات المتحدة لمكافحة الجماعات الإرهابية الإسلامية.

وقد صدم الأمر التنفيذي موظفي الخدمة المدنية في وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي، الذين لم تتم استشارتهم مسبقا والذين كافحوا للاضطلاع به خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أحدث الفوضى والاضطراب في جميع أنحاء البلاد. كما أثار الأمر موجة من التحديات القانونية التي تحولت بالفعل إلى معركة قضائية بالنسبة للإدارة الجديدة. فقد أمر القضاة الفيدراليون في أربعة ولايات أميركية على الأقل بوقف عمليات الترحيل مؤقتا، بيد أن البيت الأبيض أعطى الأوامر لموظفي الجمارك وحرس الحدود برفض أحكام القضاء.

وقد اندلعت عشرات الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك واشنطن، حيث تجمع الآلاف من المتظاهرين أمام البيت الأبيض قبل قيامهم بمسيرة إلى مبنى الكابيتول.

وقالت السيناتور ديان فينشتاين انه ستتقدم بتشريع لإلغاء الأمر التنفيذي وللحد من قدرة الرئيس على تغيير سياسات الهجرة بجرة قلم.
وقد عكس العمل الكاسح ضد أشخاص من بلدان ذات أغلبية مسلمة، بما في ذلك مقيمون قانونيون يقيمون إقامة دائمة في الولايات المتحدة، التأثير المتنامي لكبير مستشاري ترامب، الخبير الاستراتيجي ستيفن بانون، مهندس الخطاب الشعبوي لحملة ترامب الرئاسية الذي يشيطن المهاجرين وخاصة اللاجئين المسلمين. وقد وعد ترامب، كمرشح، بحظر دخول جميع المسلمين إلى الولايات المتحدة، قبل تعديله في وقت لاحق لينطبق على مواطني البلدان المعرضة للإرهاب.

وقد جرى التأكيد على قوة بانون المتنامية في البيت الأبيض السبت من خلال مذكرة رئاسية استثنائية أعطته دورا أكبر في القرارات الأمنية الوطنية، في حين تهمش كبار العسكريين في البلاد وكبار مسؤولي المخابرات. ويعطي إعادة تنظيم مجلس الأمن القومي بانون – القومي الأبيض الذي يؤمن بنظريات المؤامرة والمدير السابق للمنفذ الإعلامي اليميني Breitbart – مقعدا منتظما في لجنة الأوصياء، وهو اجتماع لكبار مسؤولي الأمن مثل وزيري الخارجية والدفاع. وفي الوقت نفسه فإن مدير الاستخبارات الوطنية ورئيس هيئة الأركان المشتركة لن يكون لهما مكان دائم في اللجنة، الأمر الذي يتعارض مع الإدارتين السابقتين.

وقد وقّع ترامب الأمر التنفيذي في حفل أقيم في البنتاغون بمناسبة تولي وزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس. وقد تحدث الجنرال المتقاعد من فئة الخمسة نجوم وصاحب الخبرة القتالية المحترمة في الشرق الأوسط، بوضوح عن رفضه إجراء أي حظر على دخول المسلمين للبلاد العام الماضي. وقد أمل أنصار ماتيس في الكونغرس في أن يلعب دورا معتدلا في البيت الأبيض في عهد ترامب، إلا أن الأمر التنفيذي قد شكك في صحة ما إذا كان وزير الدفاع الجديد سيكون قادراً على توجيه الإدارة نحو مسار أكثر تحفظا.

وقد رفض البيت الأبيض الانتقادات الموجهة من قبل أعضاء الكونغرس وجماعات حقوق الإنسان وحكومات أجنبية، قائلا بأن ترامب ينفذ فقط ما وعد به خلال حملته الانتخابية. سلامة المواطنين الأميركيين، وسلامة بلادنا ينبغي أن تكون له الأولوية القصوى. وما فعله الرئيس أمس، هو للتأكد من سلامة نية الأشخاص القادمين إلى بلادنا وعدم إلحاق الأذى بنا،

كما صرح المتحدث شون سبيسر لبرنامج هذا الاسبوع على قناة ABC.
وصرح خبراء ومسؤولون سابقون أن الأساس المنطقي لأمر ترامب التنفيذي بحظر دخول ملايين الأجانب يستند لوجهة نظر خطأ حول طبيعة التهديد الإرهابي الذي يواجه الولايات المتحدة.
فلم يُعزى أي هجوم إرهابي على مدى السنوات الـ16 الماضية إلى أي من الدول السبع المذكورة في الأمر التنفيذي. كما لم تمس القيود المفروضة على السفر بلدان تتواجد بها استثمارات لعائلة ترامب، بما في ذلك تركيا.

والواقع أن أحدث الهجمات التي نفذت على الأراضي الأميركية قام بها مواطنون أميركيو المولد، مثل الهجمات على ملهى ليلي في أورلاندو، فلوريدا، وحادث إطلاق النار في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا.
ومنذ هجمات 11 سبتمبر 2001، استوعب الجيش الأميركي للمرة الأولى مخاطر إهانة الإسلام، واضطر لتغيير التكتيكات أو الاعتذار عند تجاوز قواته الحدود الثقافية. فعندما أحرق الجنود الأميركيين على نحو غير متعمد المصاحف في أفغانستان في العام 2012، اندلعت في البلاد موجة من الغضب والاحتجاجات، قتل على إثرها اثنان من الجنود الأميركيين وأصدر البيت الأبيض بيان اعتذار.

وفي حين تحمل العراق، حليف الولايات المتحدة، العبء الأكبر من القتال ضد داعش بمساعدة القوات الجوية الأميركية، تبشر الطبيعة المتطرفة والفوضوية للأمر التنفيذي بتقديم شريان حياة لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى هم في أمس الحاجة إليه، كما قال لؤي الخطيب، مستشار الطاقة في الحكومة العراقية.

وأضاف في الواقع، لم يعد داعش تهديدا كبيرا للعراق، بل إن عدم القدرة على التنبؤ والتحركات والأفكار غير الحكيمة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة التي تبقي على ديموقراطيتنا الوليدة مهددة بالانقراض.
كما لقب السناتور بن كاردين، الديموقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الأمر بأنه خيانة لأصدقائنا ولمن وقف معنا، وأنه يعد بجعل الولايات المتحدة أقل أمنا ويعرض مقاتلينا الشجعان رجالا ونساء لأخطار كبيرة في حربهم ضد الإرهاب.
وقال مسؤول سابق كبير في مكافحة الإرهاب ان إدارة ترامب كانت جاهلة على ما يبدو بإجراءات التدقيق الحالية.

إن القول بأن نفس الأنظمة التي أبقت على الإرهابيين خارج البلاد لمدة 15 عاما ليست دقيقة بما يكفي هو جنون، بل انه أكثر قليلا من الجنون، أنه عته، كما صرح المسؤول لـ فورين بوليسي.
وقال جون فاينر، رئيس الأركان السابق ومدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية ان الآثار التعاون في مكافحة الإرهاب قد تمتد لما هو أبعد من العراق، مع بلدان أخرى لم يشملها الأمر ستنتقم من المسافرين الأميركيين لأن مئات الآلاف من مزدوجي الجنسية يجري حظرهم الآن.

وأضاف أن استعداد أميركا لاستقبال لاجئين سوريين هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبلدان كالأردن وتركيا اللتين تحاولان تبرير التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة لجمهور السياسيين في الداخل. والآن ستتعرض تلك البلدان للضغط مجدداً لرفض طلبات واشنطن.

وقد عبّر الحلفاء الأوروبيون، القلقون فعليا من برنامج ترامب الحمائي وتشكيكه في حلف الناتو، عن استيائهم وانتقدوا تلك الخطوة في أحاديث مع الرئيس الجديد.

ترجمة م . خلود علي

بقلم.. دان ديلوسي
dan dilusi
صحافي أميركي

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

حماس الخساس ماذا فعلتوا بالشعب الفلسطيني

Newswekarabi د. علي ال غازي   الدكتور علي ال غازي يبين لمن يتداولون الاشاعات عن …