الرئيسية / الزمن الجميل! / الجميلة ،، والمحلِّل
منظمة السلام والصداقة الدولية

الجميلة ،، والمحلِّل

newswekarabi

محمد عبدالعاطي

من اجمل قصص المركاز ما سمعته من عدة أشخاص عاشوا مع أصحاب هذه القصة في ذاك الزمن الجميل ولكني إعترف اني اخفيت بعض المعالم الأثرية في القصة حتي لا يدعي أحد انهم أصحاب هذه القصة وما يقتضيه سياق القصة القصيرة يحكي أن اثنين من أغنياء الحجاز واعيانها وتربطهم صداقة كبيرة ممتدة لأكثر من أربعين عاما وفي جلسة صفاء قال أحدهم لماذا لا نرتبط عائليا وقال أريد أن ازوج ابني عزيز من ابنتك فاطمة فأجابه علي انا موافق ولكن أترك لي أسبوع وسوف أقوم بالرد عليك بعد استشارة الاهل وكل ذهب في حال سبيله دخل أبو فاطمة الي منزله وطلب أن يتكلم مع زوجته و ولده البكري وقال عمكم أحمد طلب يد فاطمة لأبنه عزيز فما هو رأيكم وطلب من زوجته أن تسأل فاطمة وتجس رغبتها في الزواج من العريس المتقدم لها ابن صديقه البكري ،

لم يتكلم وخرج من غرفة نوم والده واجتمعت الام مع فاطمة واخبرتها أن فلان ابن فلان تقدم لخطبتك لتكوني له زوجا وشرحت لها جميع الظروف المحيطة بهذا الزواج وعلاقة والدها بوالد العريس وأنه صديق عزيز يرقي لمرتبة أخ له ولن يقبل أن يسمع عنه شئ فقالت فاطمة الآن عرفت رأي والدي ولكن ماهو رأيك فقالت الأم الرأي لك إنت التي سوف تتزوجينه انا اريد سعادتك فقط وعريسك من عائلة معروفة بكل ماهو طيب من جاه وغني وأملاك وشركات وأعمال والرأي الأخير لك فقالت ماهو رأي أخي قالت لم يتكلم وخرج من غرفة والدك وذهب إلى غرفته قالت اتركي لي وقت وسوف ارد عليك وفي اليوم التالي سألت أخيها الكبير عن رأيه في العريس فقال انا لأعرف عنه سوي انه ابن صديق والدي والفارق بينا في السن لم تسنح لي أن أتعرف عليه عن قرب وهنا قال لها اخوها الصغير ما ينفع دلوع وانأني ويرغب في كل شئ بيد الآخرين ومتكبر بغني والده وسمعته ولكن في الأخير صمتت أمام والدها فأعتبر أنها موافقة وأعلن الزواج وعمل زواج أستمر لمدة ثلاث أيام من الأفراح والليل الملاح وسكن هو وزوجته في فيلا صغيرة قريبة من سكن والده وبعد الزواج بثلاث أشهر بدء الأختلاف وكان الخلاف في طبيعة الزوج المتعجرف والمتكبر والأناني وكان الطلاق ومن كبره وتعجرفه ذهب للمحكمة وطلقها طلاق بائن وكان معمول به في تلك الفترة وذهبت لمنزل والدها واستقبلتها والدتها بكل حب وحنان وكان اخوها الصغير يحضنها فقالت له كنت علي حق الله يسامح الوالد و بعد أسابيع من الطلاق تقابل الصديقين وكأنه لم يحدث شئ مع أستمرار الصداقة والأخوة بين الاثنين وبعد عدة أشهر شعر عزيز أن التي طلقها لم تطيعه و ترضخ لطلباته المريضة وشعر في قرار نفسه بالإهانه ورغب في إعادتها والزواج بها مرة أخرى انتقاما وليس حبا

وقال لوالده أريد أن أعيد فاطمة لذمتي وضحك والده وقال له انت طلقتها برعونتك ولم تبلغني ولم تطلب مني إستشارة وطلقتها طلاق بائن لاتستطيع الزواج منها ألا بعد أن تتزوج برجل آخر وتعيش معه ويطلقها وبعد انتهاء عدة طلاقها من زوجها تتقدم وتتزوجها بعقد جديد ومهر وكل متطلبات الزواج أصر الابن على والده علي أن تعود اليه فقال له اترك لي الموضوع وانا ابحثه مع والدها وفي جلسة عمل ومصالح متبادلة بين الصديقين قال لوالد فاطمة عزيز يريد أن يعود ويتزوج فاطمة فقال له والدها ولدك طلقها طلاق بائن ولا رجعة لها وهنا دخل شاب من أهل البلد نشمي يتمتع بأخلاق البلد والحارة فنظر والد عزيز نظرة دهاء ومكر وقال لي والد فاطمة لماذا لا تزوج فاطمة لفلان وهو صحيح فقير ولكن يتمتع بكل المواصفات والأخلاق الجميلة علي أن يكون زواج محلل يتزوجها و في الصباح يطلقها ويأخذ كم الف ريال وكل يذهب في طريقة حيث أنه يعمل لديك وحيث أن والد فاطمة له رغبة في إعادة الزواج واستمرار المصاهرة مع صديق عمره وذهب إلى  المنزل وقال لأبنته أريد أن ازوجك من فلان بن فلان وهو موظف في احدي شركاتي ويتمتع بخلق رائع و ولد بلد نشمي فقالت أريد أن اقابله قبل أن أعطي الموافقة وهي ما يسمي الرؤية الشرعية بين الزوجين وفي اليوم التالي استدعي هذا الموظف وقال له أريد أن أزوجك ابنتي فاطمة وانا متكفل بكامل المصاريف والمهر وماتقدمه فقال الموظف انت أعلم بحالي وراتبي فقدم له خمسة آلاف وقال ادفع منها المهر وجهز بها نفسك ويكون الزواج عائلي ومختصر جدا وأريد منك أن تحضر غدا بعد المغرب للرؤية الشرعية وفي اليوم التالي حضر للرؤية الشرعية وقالت فاطمة انا موافقة علي الزواج من هذا الموظف البسيط وطلبت من والدها شقة واثاث لسكنها مع زوجها ولا تعرف ماذا يخطط والدها فقام بعمل الشقة والأثاث والمؤنة وكل لوازم الزفاف وفي الشركة استدعي عريس ابته الذي اختاره ليكون محلل لأبنته وأخبره أن عليك بعد الزواج  أن تطلقها فقال الموظف ولكن عمي يجب أن نبقي متزوجين لمدة ثلاثة أيام علي الأقل وبعد ذلك أطلقها من غير أن يشكك أحد في صحة الزواج وتم الزواج وكانت الأم من أسعد الناس أن ابنتها تزوجت بعد الطلاق واخويها كانوا سعداء بزوج اختهم ابن البلد النشمي وبعد الزواج بثلاثة أيام قام الزوج وأخبر فاطمة أن عليه أن يطلقها فقالت لماذا أنني سعيدة معك ولا أرغب الطلاق فقال له أن والدها طلب منه أن يطلقها فقالت له أتركه ولا تطلق ولا تذهب غدا للعمل عنده وعندما يأتي والدي انا أتكلم معه واطلب منه عدم تطليقي منك وفعلا حضر والدها لمنزلها وسألها عن زوجها ولماذا لم يحضر للعمل فقالت لا علم لي ولم يحضر للمنزل منذ خروجه بعد صلاة العصر وسألت والدها لماذا تريد ان تطلقني من زوجي فقال لها أريد أن ترجعي وتتزوجي من زوجك السابق ابن صديق عمري وأخي وهنا قالت لوالدها لا يأبي لا أريد أن اتطلق من زوجي ولا أريد أن أعود لزوجي السابق مهما كانت علاقتك بوالده وحاول معها ولكن أصرت علي الحياة مع زوجها وقالت لوالدها انا مع زوجي في سعادة لم أجدها مع زوجي السابق ورفضت تماما الطلاق وهنا قال لها إذا لم تتطلقي من زوجك لا انتي بنتي ولا انا أبوك فقالت له بل أنا بنتك وانت ابوي وفلان زوجي والله يهديك ويصلح بالك وخرج من منزل ابنته وهو في حالة غضب كبير لانه لم يستطيع أن يسعد صديق عمره بعودة المصاهرة ودخل علي زوجته وطلب منها مقاطعة فاطمة ولا يرغب أن تزورها ولا يسمح لها بدخول منزله وطلب من جميع أبنائه مقاطعة فاطمة وبعد عدة أيام ناقشته زوجته وقالت له انا لا استطيع ان اقاطع ابنتي وانت لم تخبرني عن سبب المقاطعة وسبب الزعل منها ولماذا لا يرغب في زيارتها لرؤيتها واخوانها وأخواتها ولم يجب وظل صامت وبعد العصر ذهبت أم فاطمة لزيارة فاطمة في منزلها وسألتها لماذا والدك غاضب وزعلان منك لهذه الدرجة وقالت لها ابنتها وماهي هذه الدرجة قالت لها طلب منا مقاطعتك فقالت لها ابنتها الله يسامحه ولكن اطلب منك أن لا تقاطعيني واذا هو أحب  أن يخبرك سبب المقاطعة فهذا شأنه وفي هذه الأثناء دخل زوجها مرحبا بأم زوجته وقدم لها جميع فروض التقدير والاحترام مما أسعد أم فاطمة وخصوصا عندما شعرت أن بنتها سعيدة مع زوجها وحياتها معه و لم يخبر زوجته أن والدها طرده من العمل

وبدء يبحث عن عمل آخر وبصعوبة وجد عمل عند أحد التجار في السوق المركزي وعاش مع زوجته و شاء الله أن تحمل زوجته وكانت أمها وبعض أخواتها يزورنها من وقت لأخر وفي أحد الأيام بينما كانت أم فاطمة في منزل ابنتها شعرت فاطمة بالألم الوضع استدعت أم فاطمة ابنها البكري وطلبت منه أن يساعدها في حمل أخته معها للمستشفي وهنا قالت فاطمة أريد أن تأخذوني لمستشفى الولادة الحكومي الذي افتتح قريبا ويقدم الخدمة مجانا لجميع الموطنين حتي لا تسبب في إحراج زوجها الذي لا يستطيع أن يدفع مصاريف المستشفيات الخاصة وحاولت أمها معها وافهامها أنه يجب أن تولد في مستشفي خاص وفي احسن الأجنحة ولاتنسي أنها ابنت رجل الأعمال المشهور واحد أعيان البلد ولكنها أصرت أن تولد في مستشفي الولادة الحكومي حتي يولد ابنها في مقدرة ورعاية أبيه و ذهب زوجها لعمه والد زوجته في مكتبه وأخبره أن فاطمة ولدت وانجبت ولد في مستشفي الولادة وهو أول حفيد لرجل الأعمال والد فاطمة وقبل أن يخرج من المكتب قال له عمه مكانك موجود في الشركة وعلم أن عمه رضي عن زواجه من ابنته وخرج وهو مسرور بقدوم مولوده البكري ورضي عمه عنه ولكن أعتذر بأدب انه سعيد في عمله وذهب والد فاطمة للمستشفي للسلام علي ابنته وحفيده الي هنا ينفع

العمده

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

لابكا ينفع ،، ودمعة حنين !

Newswekarabi  د. علي آل غازي     الكلام عن الماضي غٌصةّ معلقةّ بين القلب والفكر،،،،، …