نيوز ويك عربي الخبر من مصدره 
newswekarabi
لحظة الرحيل !!
يقاسمني الفراغ لحظة الرحيل .. صوتي بدأ يتلاشى حين يخضب رجع الصدى غيابك .. أسمعك شعلة تلهب وجداني .. تركض في شراييني .. عيناي تلحظ فجرك باسما .. إشراقه يطوف حول النوافذ .. الغمام يغطّي جبين همسك وبريق ضحكاتك .. الريح بعكس اتجاه صوتك الشجي .. بدأت الدقائق والساعات تغمض عينيها .. تنام خلف أسوار صمت سؤالك واتصالك .. قد لا تستيقظ وقد تموت على فراش الصبر ولحاف الدعاء .. رميت شباك خيالي في تنهيدات المساء .. سكنت خيمة ذاكرة الوقت الذي انصرم .. حاصرتني أطيافك من حولي .. زرعتها في حقول شمس الرحيل .. أبللها وأسقيها بدموع الأشواق .. تفيض لتملأ البحر بمياهها العذبة .. فيشرب كل من شفّه الوجد .. فتورق غصون الحب في أمواجه .. ألحظ ارتواءها في الشفاه .. بعد ظمئت من نزف أوردة الوداع .. تأملت صمتي وبوح يوم عيد ميلادك .. استجدي سحابات شموع أفراحك .. سيأتي خراج ضوئها حلما أنىّ وجدت .. استيقظت وصورتك مرسومة في داخلي .. حاصرني وجهك الأنثوي .. يغزو حصون مشارف محميتي .. أسقطها واحدا تلو الآخر .. ألغى حضورك في كل الحجرات .. إلاّ حجرة واحدة محصنة أنت فيها .. خفق قلبي وفاجأني نبضه المتصارع .. كنت تلوحين ضوءا يمحو نوازع القلق .. استدرت للخلف فأخذتني الحيرة .. كدت أغرق في صمتها .. جاءت أشعة الشمس تحمل التباشير .. لم استطع مقاومة خفقان القلب ونبضه .. تنفست مهجتي أنسام الضياء .. ونفحة من ليلك المقمر .. اجتزت تعب وعناء اللحظة .. إلى حيث الأشواق تصهر الأحلام .. بين ارتعاش النظر ونجوى الجفون .. وبين ضجيج النهار وهمس المساء الحنون .. تجاوزت مروج الخوف بعد صار للمدى ألقا .. ما زلت أناديك واستوقفك .. أخرج من ليلة الألم والأمل .. وفي الغسق النامي في حدائق المستقبل .. تدق أجراس اللقاء المرتقب .. تصحو كل اللحظات وينمو الشوق في مفاصل الحروف .. ينادي منادي الحب .. فلّي شراع عشقك وارفعي صارية أحلامك .. فماء البحر لم يعد ملحا أجاج .. ولم يعد للأمواج العاتية في جسده مكان !!
غريب الحروف
د. عبدالله غريب
