الرئيسية / سيدتي / الشوق غلاب !!
منظمة السلام والصداقة الدولية

الشوق غلاب !!

Newswekarabi 

طاهره الحمدي

 

 

 

الشوق وعذابه  شعوران لا يستطيع أحد منا الهرب منهما. إحساس يتملكنا منتصراً على أي إحساس آخر فيوقظ فينا صوراً وذكريات ورغبات مؤجلة، بعيدة أو ربما صعبة المنال لكننا نريدها الآن وفوراً. من منكم لم يشعر بتلك اللهفة التي تحرّك الروح وتعزلها عن الواقع؟ لهفة لضمّة أو حضور محبّب أو ماض حمل إليكم فرحاً تفتقدونه اليوم؟ شعور غريب هو الشوق. فحلوه ومرّه متلازمان لا يفترقان.

رغبة بالتقرب من الحبيب بأي شكل. رسالة، صورة، عطر أو حضور جسدي… حبيب غائب في الحاضر وحاضر في رغبات الشوق حتى ولو عذبنا الشوق إليه. ما سرّ ذلك الشعور الغريب؟ هل لذّتنا به إيجابية؟ كيف يحمينا من الوحدة ويعدنا بلقاء قريب.

فمتى يكون الشوق مؤلماً؟

عند يتفاعل الدماغ مع الشوق سواء كان لقاؤ مع الشخص أو الحدث المنتظر قريباً، بعيداً أو حتى مستحيلاً، فإن دماغكم يأبى إلا أن يتوق إلى هذا اللقاء. فينتقي أحاسيس جميلة من الذاكرة ويستحضرها لتوقّع فرح التواصل المرتقب أو المرغوب. ويتملككم ذلك الشعور بحسب علماء النفس عند وجودكم وحدكم أو حين لا تستثمرون طاقتكم وتفكيركم بنشاط مفيد يلهيكم عن الركون إلى الشوق. لكن الحسرة التي تشعرون بها جراء الشوق تساهم في تشويه مفاهيم منطقية في ذهنكم كالوقت والمكان، فتشعرون أن الثانية تساوي ساعة وأن بينكم وبين الحبيب بحوراً حتى ولو لم تكن المسافة التي تفصلكم بعيدة.ويأتي الشعور بالشوق بدرجات مختلفة. فكلّما كانت الذكرى جميلة والحاضر متعباً، اشتدّ الحنين إلى الماضي حتى أن بعض الأشخاص يعيشون أسرى الشوق حتى تصبح حياتهم محورها شخص واحد أو حدث واحد ويصبح الحاضر بالنسبة لهم وهماً كبيراً.

كما أجاب علماء النفس بأن الشوق يجعلنا أقرب إلى من أو ما نحب. بمعنى أنه يستحضره فينا حتى في غيابه ويشعرنا بقيمة علاقتنا به فنتعامل معه بحبّ وحرص وتعلّق أكبر. لكنهم في الوقت ذاته ميّزوا بين الشوق البناء والشوق المدمّر. فالأوّل هو الذي يجعلنا ننتظر شيئاً سيحدث فعلاً. حبيباً سيرجع. حلماً سيتحقق. حدثاً منتظراً سيحصل في الواقع وذلك شوق يسلّي الروح ويحميها من الوحدة.،،

ضناني الشَّوق و ازدادت شجوني
و كثر الدَّمع حرَّق جفوني
من الِّلي حبَّهم قلبي نسوني
و لا حتَّى بكلمه يذكروني

طاهرة الحمدي

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

الله الي عزنا مالحد منه

‏ Newswekarabi د . علي ال غازي      لمن يتشدقون بأن الشعب السعودي شعب …