الرئيسية / حواديث / حتى الجني رفض يا علاء الدين
منظمة السلام والصداقة الدولية

حتى الجني رفض يا علاء الدين

newswekarabi
م . شاهر الرقام

منذ نعومة أظافري وأنا أهيم عشقاً بالخيال وكنت دائماً ما أعوض نفسي عن الحرمان بخيالي الواسع.
فكم تخيلت نفسي طائراً وذراعي الصغيرتين ممتدان أمامي مثل سوبرمان وكم ركبت بساط الريح وطرت به. وربما اكتشفت والدتي حفظها الله ذلك فكانت تعطيني المكنسة ذات العصا الطويلة وتطلب مني أن أكنس الحوش فكنت أكنس وأتخيل نفسي ساحراً أطير بتلك المكنسة. باختصار تعودت اللجوء إلى خيالي لتعويض أي نقص في واقعي. أصبحت هذه العادة ترافقني في يقظتي أكثر من منامي.

في هذه الأيام أرى نفسي أمشي في صحراء واسعة وبينما أنا كذلك إذا بي أتعثر بحجر وأسقط على الأرض وعندما أقف وبينما أنفض التراب عن ثيابي وقعت عيني على موقع ذلك الحجر وإذا بشئ يلمع فنبشت الأرض وأخرجت إبريقاً قديماً يعلوه الصدأ. قذفت ذلك الإبريق جانباً وجلست أنظر إليه وأسأل نفسي هل يكون هو ذات الإبريق؟ هل هذا هو فانوس علاء الدين؟ وضحكت ضحكة ساخرة ثم حدثت نفسي وماذا سأخسر؟

فتناولت ذلك الفانوس ونزعت الغطاء ثم دعكت الإبريق وكانت المفاجأة. إهتز الإبريق في يدي وأخذ الدخان يتصاعد من الإبريق وظهر ذلك الجني المشهور وأنا أرتعد من الخوف وبادرني الجني بقوله شبيك لبيك لك رغبة واحدة أنفذها لك ياسيدي وبعدها أكون حراً طليقاً.

وبما أنها رغبة واحدة يجب أن يكون الطلب ذا قيمة وفائدة. بعد تفكير طويل طلبت من الجني أن تكون مدينة جدة نظيفة براقة هواءها نظيف شوارعها منظمة ومريحة باختصار اريد أن تكون جدة مثالية في كل شئ.


ولم أكد انتهي من طلبي حتى رأيت ذلك المارد العملاق ينهار ويبكي بحرقة وألم فسألته عما يبكيه هكذا فقال ياسيدي أنا محبوس في هذا الإبريق من ثلاثة آلاف عام لم أخرج منه وإذا لم أنفذ رغبتك الوحيدة علي أن أعود لمحبسي داخل هذا الإبريق مرة أخرى وهذا كثير. فقلت له وماذا يحول بينك وبين تنفيذ رغبتي؟
فضحك بمرارة وأخذ يهز رأسه ويقول لا لا هذا مستحيل. فقلت له إنها رغبتي الوحيدة ولن أتنازل عنها.


فقال الجني، إن بامكاني تنظيفها ولكن ستعود كما كانت بعد لحظات. واستطرد قائلاً ياسيدي، الأمانة “زي أم عثمان تكنس النص وتسيب الأركان” لا تهتم سوى بالشوارع الرئيسية ومقاول النطافة يفعل مايحلو له والكثير من الناس ينظفون بيوتهم ويلقون بالزبالة في الشارع حتى أن الكثيرين يلقون بالزبالة من شباك السيارة وهم سائرون ولا وجود لعقوبة لهذه الأعمال. فكيف بالله عليك ياسيدي تريد أن تكون مدينة جدة نظيفة ومثالية وهذا هو حالكم؟


أستحلفك بالله ياسيدي أن تغير طلبك هذا. فقلت له حسناً، إن كنت لا تستطيع فارجع إلى محبسك فلا حاجة لي بك.
وعدت إلى واقعي وتذكرت سعد باشا وهو يردد “مفيش فايدة” وعرفت أن خيالي لن يسعفني هذه المرة.

م/ شاهر محمد رقام

 

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

الأقصى في قلب السعودية:

Newswekarabi نور الدين محمد طويل       اختار الله سبحانه وتعالى أماكن تشريف وتعظيم …