الرئيسية / ثقافة / ذكريات الخاسكية وعكاش
منظمة السلام والصداقة الدولية

ذكريات الخاسكية وعكاش

newswekarabi  

محمد عبدالعاطي

من اجمل قصص المركاز ما سمعته من الوالد رحمه الله تعالى قال كنت اعمل في احدي الشركات العائلية ومركزها الرئيسي هو شارع الخاسكية وهو أحد الشوارع التجارية العتيقة في جدة ويجتمع لدي كبير العائلة بعض اصدقائه من التجار وموظفي الدولة ويتجاذبوا أطراف الحديث وسرد بعض القصص الواقعية والجميلة وكان من بين الحضور مساعد قاضي جدة والذي يتحلي بأخلاق حميدة ويتجمل بحسن الخلق والأدب وكان كثير السماع قليل الكلام وفي يوم جميل كانوا يتحدثوا عن أخلاق أهل جدة وحبهم للمزح البرئ قال القاضي في عهد الشريف عون شريف مكة المكرمة السابق للشريف حسين شريف مكة المكرمة وكانت الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في حالة لايعلم بها إلا الله وحده وكان أمام مسجد عكاش أحد أقدم المساجد التاريخية في مدينة جدة في منتصف الأسواق التجارية

ويصلي به كل من يعمل في الخاسكية وشارع قابل وشارع سوق الندي ومرتادي الأسواق في البيع والشراء أحد رجال جدة الحافظين لكتاب الله وعلي إطلاع جيد بالسنة النبوية الشريفة وكتب الحديث وكان يعمل في مجال التعليم ويصلي بالمسجد جميع الفروض وخطب الجمعة وكان من عادات هذا الإمام في رمضان يقراء بعض كتب الحديث ويقدم الشرح المبسط لعوام الناس بعد صلاة العصر وفي بعض الأيام كان يصلي العصر ويذهب لقضاء احتياجات عائلته في هذه الشهر الكريم وفي يوم قام بعد صلاة العصر للخروج من المسجد دون إلقاء الحديث

وكان أحد الأغنياء وتاجر مشهور يقف بعد صلاة العصر رافعا يديه بالدعاء فمر بجواره مازحا وقال له أنزل يديك يكفي ما عندك واترك شيئا للفقراء فمسك التاجر يد الإمام بيده اليسري واستمر رافعا يده اليمني واستمر بالدعاء أو تظاهر بذلك أمام الإمام وبعد دقائق نظر التاجر للإمام وهو قابض علي يديه أريد أن أذكرك بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبدء يسرد أسانيد الحديث والإمام مستعجل ويريد أن يذهب لقضاء احتياجات العائلة فقال الإمام يأخي اعرف الأسانيد فقط أعطني نص الحديث قال بهدوء التاجر المتمرس هل تذكر حديث رسول الله مع فقراء الصحابة رضوان الله عليهم وأرضاهم عندما قالوا لرسول الله ذهب أهل الدثور بالاجور يارسول الله يصلون كما نصلي ويجاهدون كما نجاهد ويصوموا كما نصوم ويتصدقوا بفضول أموالهم ولا نفعل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم يجعل الله لكم في كل تسبيح صدقة وفي كل تهليلة صدقة أي ذكر الله صدقة للفقراء وعادوا بعد أيام وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمع أغنياء الصحابة بالذكر وعملوا به قال رسول الله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولم يمنع الاغناء من الذكر والدعاء قال الإمام ذهب ألاغنياء بفطور اليوم وذهب فطوري في مهب الريح وهو يضحك من صديقه الذي إعاقة من اللحاق بالسوق وشراء لوازم الفطور

و يظهر حسن أداء الداعية وحسن إجابة التاجر وعلمه بدينه وخرج الاثنين من المسجد وعلي محياهم ابتسامة جميلة وكل ذهب إلى منزله وقبل أذان المغرب حضر أحد رجال التاجر بصحن فيه مالذ وطاب من أكل مرسلة من صديقة التاجر لإمام المسجد كان مزاح الكبار في العلم والمال

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

ثقافة الجهلاء

Newswekarabi د . علي آل عازي     انتشر ت  في الأونة الأخيره عبر قنوات …