الرئيسية / سياسة / في السياسة الغبراء…برامديكية الخوف والتعاون مع العدو
منظمة السلام والصداقة الدولية

في السياسة الغبراء…برامديكية الخوف والتعاون مع العدو



Newswekarab

 

د. علي آل غازي‬

‫كما هو معلوم في تعريفات السياسة انها تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب هارولد لاسويل بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون). وعرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة.‬

‫وتعبر السياسة عن عملية صنع قرارت ملزمة لكل المجتمع تتناول قيم مادية ومعنوية وترمز لمطالب وضغوط وتتم عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط أفراد وجماعات ومؤسسات ونخب حسب أيدولوجيا معينة على مستوى محلي أو إقليمي أو دولي.‬

‫كما ان السياسة هي علاقة بين حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أو لم يرد. وتمتاز بأنها عامة وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة ‬

‫وأبداء صلب الموضوع بماقاله ونستون شرشل انه في السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم هناك مصالح دائمة.، وعلى الرغم من معرفتي لمن أطلق هذه العبارة، الا انني أجد مصداقيتها بشكل نسبي وليس مطلقا حيث بالفعل لا يوجد صديق دائم حيث تتغير المواقف والمصالح ولكن في نفس الوقت هناك عدو دائم. فالشيطان عدو دائم للانسان، وبالتأكيد هناك شياطين من الانس والجن، ” الله يكفينا”لذا فلا يمكن من يكون شيطانا ان يكون صديقا ولكن لربما يكون من المقبول بالسياسية ان نطالب بشيطان في بعض الأحيان لدرء فتنة شيطان آخر. هكذا السياسة قد تجبرك للخوف والتعاون مع خصم يرتقي لمرتبة عدو وقد يكون هذا من أنواع السياسة المؤدلجة تعقيدياً السياسة الغبراء”رمادية” كما هو في السحر الأسود. بردماتيكية التعاون أو الخوف من الخصم أو الشيطان تتمثل في ديمومة الخوف منه أو التعاون معه فكلاهما انحراف لا تقبله قواعد السياسة القائمة على المصالح. حينما تتزاوج السياسة بخوالج العاطفة حينها تكون نظرية الحب والبغض طاغية على العقلانية في تشخيص منابر المصالح «المباحة والمشروعة». لا أود التصعلك والتنظير اكثر في هذا المتسق المرتبط بالتنظير السفسطائي في فلسفات اللاهوت، بل ما أود الاشارة اليه هو درجة بساطة التخلف التي تمتد على متاريس السياسة العربية المهترئة. وسؤال لا أعرف هذا اللغط والخلط عند العرب سواء مفوهيهم اوسادتهم او سياسييهم أو من البسطاء والسذج والمتهطرقين في تكييف معايير الحب والبغض في أنفاق السياسه !؟ لكن أؤكد أن الإجابة غاية في التعقيد ومن المؤكد أن الموضوع يحتاج لمتخصص في الثقافة والأنثروبولوجي والسكيولوجي لكي نرى في إنفاق الكهوف العربية ويطلعونا على سراديب ومغارات السر الدفين وعن اسبابه،

وربما يكون الجواب سهلا ممتنعا يرتبط كلياً على مفهوم سذاجة التعصب. الخصم أو الشيطان لا يمكن ان يكون صديقا ولكن في ذات الوقت من الممكن ان يكون حليفا مؤقتا ما يلبث ان ينفك بتبعاته النتائجية بعد برهة من الزمن. هكذا هي السياسة «خبيثة بل وقحة» في نظر الأخلاقيين ، وذكية في نظر الواقعيين ، وفرصة سانحة في منظور الانتهازيين. ان أيا من التسميات تلك أو الأوصاف لا تغير من الواقع شيئا حيث يمارسها مدعي الأخلاق على السواء مع نظرائهم في السياسة من الواقعيين والانتهازيين. البعض ممن يعبث بلعبة السياسية في وطننا العربي الكبير والصغير يريد ان يصنع من السياسة روايات حب وعشق تفوق قصص روميو وجوليت و يكتب بدايتها بنظرة ثم الابتسامة وينهيها بالكلام والسلام والوئام، وبالطبع ستكون الرواية مخيبة النتائج فاشلة بكل المعايير حيث يكون البطل والمجرم و البطلة من صنف واحد ، وكل منهم يلهث خلف مصلحته لا قلبه.

السياسة العربية أصبحت تتوارا وتتهرب من الواقع والحاضر والمستقبل عائدةً الى الماضي والتاريخ لتبحث في ركامه المشوه والهلامي عن مشهد بطولة مزعوم كي يتغنا العرب كالغربان تنعق على أطلاله أغانيهم المعهودة منذ ان ألفها وغناها لهم ابراهيم الموصلي في قصر هارون الرشيد. حتى فيما أسموه بربيع العرب كان التاريخ والماضي طاغيا على المستقبل في كافة الأصعدة والمستويات فكان ربيعا أغبراً رجعيا بكل ماتعنيه الكلمة من معاني، حيث لم ينتج ذلك الربيع حركة الاصلاحيين ولا التنويريين ولا الاخوانيين بل قاد سمومه زمرة من أصحاب الماضي الكالح البؤس النفسي والمنحرفين سلوكياً وفكرياً ماسكين بأيديهم أدوات القتل والتعذيب والتهجير للفتك بالرؤوس وخلفهم جمهور غفير يصطفون على صلاة الجنازة اما فرحين او مرغمين. لايزال هؤلاء يتحدثون عن الخلاص من الآخر قبل تخليص أنفسهم من قبح ازدراء أنفسهم لأنفسهم، ولايزال الكثير من يتخفى متوارياً خلف ستار «التقية السياسية» يدفع الاتاوات ومليارات الاعمال «الخيريه» الى هؤلاء القتلة لكي يستمتع بإراقة الدماء التي لا يستطيع ان يريقها بنفسه فيقوم بها غيره اي بالوكاله . بعد ذلك لا يمكن ان يدعي بعض العرب العاربة اوالعرب المستعربة من ان الخصم عدو بل هو حليف مدفوع الأجر المسبق مهنته التنفيذ كعلاقة روسيا وايران . أما البقية الباقية ممن يخيل لهم بان الخصوم جميعهم شياطين فهؤلاء لا يمكن الا ان يعيشوا في جو روانسي في عالم يغفو عل ظهر يخت ، فالخصوم في السياسة الغبراء يمكن الاستفادة منهم لابطال السياسية الغبراء كما يقوم بذلك بعض الأخيار والأشرار على السواء بالاستعانة بالشياطين من الانس والجن في سحرهم الأسود.‬

 

‫كما تقدم في وصف السياسة الغبراء فكل شيء جائز بما في ذلك التعاون مع الخصم، فعلام “نفلمن” ،،من عمل افلام،، مسرحية هذا الغضب حينما يكون التعاون المبطن مثلاً مع داعش؟ داعش أو اسرائيل أو غيرهما من شياطين السياسة الغبراء ما هم الا أطراف سياسية في معادلة المصالح الصفرية الخاوية التي تتحكم في مفاصل المنطقة، لذلك من الجائز وفقا لفقه فقاهة السياسية الواقعي بأن تكون على مبدء الغاية تبرر الوسيلة. ولكن حينما يكون داعش خطرا مباشرا فسيتم محاربته.. هكذا هو الميزان العدالة في السياسة. واخيراً العالم العربي التنافس السياسي يحكمه الكرسي والدولار

المحلل السياسي الخبير الاستراتيجي

دكتور . علي آل غازي

anw0000@hotmail.com

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

حماس الخساس ماذا فعلتوا بالشعب الفلسطيني

Newswekarabi د. علي ال غازي   الدكتور علي ال غازي يبين لمن يتداولون الاشاعات عن …