قراءه في معالم المؤامره

مؤيد علي أبريل 9, 2019 يكتبون

Newswekarabi

م . احمد عبدالخالق

باستحضار الأحداث خلال الخمسة عشر عاما الماضية .. تعود الى الذاكرة مصطلحات وشعارات كانت تنطلق من جهات عدة وينتشر ذكرها كما تنتشر النار في الهشيم مثل مصطلح “الفوضى الخلاقة” و “تصدير الثورة” و “تغيير الأنظمة” و غيرها الكثير ..

ثم ما لبث ان انجلى الغموض عن الزيف الذي كان يغلف هذه المصطلحات لتظهر لنا جليا حقائق ومخططات مدبرة تم تنفيذها ومشاهدة وتجرع نتائجها المدمرة على مر هذه السنين

تبين لنا أن الفوضى التي خططوا لها كانت فعلا خلاقة فقد خلقت الدمار والقتل والتهجير والشتات والنهب والسلب في دول الهلال الخصيب واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية التي مازال المتآمرون يواصلون الليل بالنهار تخطيطا وتآمرا عليها جلبا بخيلهم ورجلهم ..

تبين لنا أن الثورة التي سعت ومازالت تسعى ايران لتصديرها هي لتصدير الأحقاد والأطماع المجوسية بالقتل والتدمير والاستعباد للعالم العربي لاستعماره ونهب ثرواته ومقدراته بدعوى الحرب الطائفية والاقتتال الطائفي والمشاركة بل والتفنن في صناعة الجماعات والميليشيات الإرهابية وتمويلها ودعمها في جرائمها ومن ثم إلصاقها وإلصاق جرائمها بالإسلام والمسلمين

تبين لنا أن التغيير الذي حشد وحفد له الإخوان المسلمون “الخوّان المفلسون” ومن حالفهم وآزرهم وتواطأ معهم من جماعات ضالة ومتطرفة ودول راعية لهذه الجماعات وغيرها كانت مؤامرة كبيرة برعاية وبمخططات دول خارجية دأبت على استغباء هؤلاء الخونة العملاء لاستخدامهم كمطية وتنصيبهم بدعوى “تغيير” الأنظمة بهدف القضاء على دول مستقرة لها سياسات راسخة وقيم متجذرة ينعم أهلها بالأمن والاستقرار واستبدال قياداتها بهؤلاء العملاء ، ليسهل على هذه الدول تنفيذ مخططاتها التدميرية والاستعمارية الكبرى الجديدة لنهب العالم العربي ومقدراته وثرواته واقناع الشعوب العربية بواسطة هؤلاء العملاء بعد ذلك بضرورة تحمل التشرد والضياع والشتات والدمار بدعوى القاومة والممانعة “المماتعة”

فتكاملت أحقاد واطماع كل أولئك في مخططات تقاسموا أدوارها وتشاركوا تنفيذها ليؤول حال العديد من الدول العربية الى ما آلت اليه من دمار وشتات وتشرد ومجازر

والسؤال هو هل اعتبرنا من التاريخ البعيد او حتى القريب؟ .. هل اعتبرنا من حصار وتجويع واستعمار دول لدول اخرى للسيطرة على مقدراتها وثرواتها وافقار اهلها وتجويعهم حتى الموت وتركهم يتناحرون فيما بينهم واصطفاء الخونة من بني جلدتهم لاستعبادهم والتسلط عليهم ؟

هل اعتبرنا من المجازر والإجرام الوحشي بكل ما تعنيه الكلمة والإبادة الجماعية لشعوب بدعوى “التطهير العرقي” في قلب قارة تدعي دولها الإنسانية وقيادة العالم في الدفاع عن حقوق الانسان؟

لم يكن الكثير يصدق او حتى يتوقع ان مخططات أمم معادية وطامعة مجاورة وغير مجاورة أُلفت لها الكتب والمؤلفات بشأن الشرق الأوسط سترى النور حتى كسانا ظلامها

فهل بعد كل هذا سنعتبر ونعيد قراءة التاريخ جيدا بفهم لا بحفظ ؟ .. هل سندرك مدى خطورة ما يحدق بنا من مخططات تدميرية حاقدة طامعة وفهمها والعمل بشكل جاد على افشالها وضحدها وهي في طور أفكار على ورق او على أقل تقدير في مهدها وهي في طور مخططات لم يبدأ تنفيذها ؟

علما أن هذا أيضا غير كاف على الاطلاق فالبقاء دوما في وضع الدفاع بلا هجوم يجعل الخصوم يعاودون ويكررون الهجوم .. فلابد ولا مناص اذن من أخذ المبادرة وصناعة مستقبلنا بأنفسنا وتفويت الفرصة على الأعداء من أن يسرقوا مستقبلنا بدعوى صناعته لنا.

المستشار المهندس /

أحمد ابراهيم عبدالخالق