الرئيسية / مقالات / كما تدين تدان
منظمة السلام والصداقة الدولية

كما تدين تدان

 

Newswekarabi

أحمد حسن فتيحي

 

 

 

 

كان يعطيها راتبه الشهري.. ولها حرية الشراء من مأكل وملبس وضيافة وخلافه..
كانت بصدقها وعطائها وحماسها وسماحتها ترضي الجميع.. كان معجباً بطريقتها وتصرفها.. يثني عليها ويشيد به و يحمد الله عليه..


أتى إليها قائلاً.. ما رأيك في إجازة لمدة أسبوعين؟.. وخطط ذلك.. ولم يعطها المصروف المعتاد.. ولكنه كان يرى أنه من يتولى ذلك في السفر..
سافرا.. وبعد أسبوع واحد لم يبقى معه ما يكفي.. فقرر أن يعودا..
قالت له.. كم يمكن لنا ان نستمر في إجازتنا؟..
أخبرها.. حتى نهاية شهر كامل..
أخرجت له مبلغاً كان توفره من مصروفه السابق.. أخبرته كيفية التوفير.. أرجع لها ما أعطته..
قال لها.. ليس لي تدخل في الأمور المالية بعد الآن.. فأنتِ التي تصرفي وتستلمي وتدبري..
مرت الأعوام وهو يدفع وهي توفر.. حتى كانت ترغب في السفر كل إجازة..


بعد أن خططا للإجازة واتفقا عليها.. أتته قائلة.. إن المبلغ الذي بحوزتي سوف أدفعه لأبي وأمي.. فهما أحق بالسفر مني..
قال.. لقد كان أبي وأمي يحتاجانه ولكني شعرت بالإحراج أن أطلبه منكِ..
قالت.. أعطهم نصف المبلغ والنصف الثاني لأبي وأمي.. ولا نسافر نحن هذا العام..
عاد الأب والأم من السفر وكلهم رضا ودعاء ومدح وثناء.. واجتمعا مع الأب والأم الأخريان.. واتفقوا على أن يدفعوا لهما ما دفعاه في رحلتهما..
حضرا ومعهم المبلغ الذي تم دفعه.. استعجب الأبناء.. وقالا لأبويهما.. لم نعلم أنكم تملكون.. وقد ساعدناكم لتنالوا قسطاً من الراحة.. شكروا ابنيهما وأعطوهما ما قرروا.. 


قال أحدهما.. كما تدين تدان..
وقال الآخر.. معكما يحلو الزمان..
فتحت لهما الدنيا مصراعيها..
ولازالت توفر في المصروف..
ولازالا يواسيان أبويهما ويسافران إجازة كل عام..

أحمد حسن فتيحي

تنسيق

م. خلود علي

Debra Hall _London

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

نوره العلم والتفوق والابداع صنوان

اخواتي اخواني عندما يكتب الدكتور علي عن شخصية فتيقنوا انه رأى جوانب تثير الاهتمام وتستحق …