كيف حال قنواتنا العربيه والخليجية

مؤيد علي مارس 14, 2019 يكتبون

Newswekarabi

د . علي آل غازي

نتناول هنا هموم الفضائيات ورغبات المشاهد وبيئة الاتصال في المنطقة العربية والخليجية على وجه الخصوص يجب ألا تغيب عن أذهاننا البيئة الدولية وإرهاصات العولمة بما لها وما عليها وبتأثيراتها الإيجابية والسلبية علينا شئنا ذلك أو لم نشأ. وإذا كانت سياسات العولمة لها أهدافها ممن بشروا بها، كان لابد من إيجاد الوسائل لتنفيذ تلك الأهداف والغايات. وفي يقيننا أن استخدامات الفضاء والتطور التكنولوجي المذهل في عصر التلفزيون التفاعلي هي أهم أدوات تفعيل سياسة العولمة.
ونحاول في هذه العجاله تسليط عين الرقيب على القنوات الفضائية الخليجية وما يمكن أن تسهم في زيادة التراكم والمخزون الثقافي والمعرفي لسكان منطقة الخليج، والعالم العربي، في إطار رؤية شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتحقيقاً لهذا الهدف فإن هذه الدراسة نحاول أن نجيب على بعض مايدور في ذهن المتابع:
فما هي الأساليب التي تتبعها الفضائيات الخليجية في زيادة الوعي السياسي لدى للجمهور المتابع؟ وما هي الهياكل البرامجية التي تنتهجها الفضائيات عموماً والخليجية خصوصاً للارتفاع بالمخزون الثقافي العام والتطورات الاجتماعية لدى الجمهور بشكل عام؟ وما هي الفرص الاقتصادية التي تتيحها هذه الفضائيات سواء للمتابعين بصفةٍ عامه أو المستثمرين بصفةٍ خاصه؟ وما انجع الاساليب التي يمكن اتباعها كي تستطيع هذه الفضائيات استمالة المشاهدين الخليجيين أو العرب الذين تعودوا على مشاهدة الأجود والأفضل من القنوات الأجنبية الوافدة؟
فهذه التساؤلات وغيرها التي نحاول في هذه العجالة الإجابة عنها وهي تتجول بين اديولوجيات الفضائيات الخليجية.
فعلى الرغم من أن دول الخليج جزء أصيل في نسيج الأمة العربية، إلا أن لها وضعاً مميزاً عن بقية تلك الدول. ففي البعد الجغرافي نجد تماسكاً مكانياً بين دول الخليج إذا ما قورنت بدول عربية أخرى، ولا تعاني دول الخليج اكتظاظاً سكانياً كما هو الحال في بعض الدول، بل تشهد دول المنطقة رخاء اقتصادياً جيداً انعكس على مواطني الخليج. وحدة أو تشابه النظم السياسية في بلاد الخليج مكنها من إقامة تعاون يتمثل في مجلس التعاون الخليجي الذي خطى خطوات جيدة ناهيك عن الدويله الشاذه عن الاجماع العربي، نرجو له أن يكون نواة لوحدة عربية كبرى.
ونحسب لدول منطقة الخليج ذلك التعامل الإيجابي المبكر رغم محدوديته مع المتغيرات الدولية سواء في مجال الاتصال المهاجر أو القنوات الفضائية التي تبث من خارج المنطقة التي كانت لها سبق الريادة في مجال الاتصال والإعلام كمبادرة أولى في مجال العمل الإعلامي، تبعها بعد ذلك المزيد من الجرأة والتطور في البث الإعلامي من داخل الدول الخليجية. وكانت ظروف التسعينات من القرن العشرين تواجه الكثير من المحاذير السياسية في ما يتعلق بالحرية الإعلامية وهيمنة السياسات الوطنية والتي خفت وطأتها كثيراً مع بزوغ القرن الحادي والعشرين.

كما ان هنالك عامل إيجابي آخر زاد من فاعلية وديناميكية وحركية القنوات الفضائية الخليجية مرتبط باتجاه المستثمر الخليجي لاستثمار أمواله في مجال القنوات الفضائية بعيداً عن الاستثمار التقليدي الذي تعوّد عليه المستثمرون العرب، وهو الأمر الذي نشّط من زيادة عدد القنوات الفضائية الخاصة غير الحكومية والتي ربما أرضت طموحات المستثمرين من عائدات مالية مجزية تأتي عبر الفضاء، والظاهرة الاقتصادية كما هو معلوم هي التجسيد الحقيقي لمفهوم العولمة.جدلية الفضائيات
لا يزال الجدل والنقاش محتدمين عن الدور الذي تلعبه الفضائيات سواء في المنطقة العربية عموماً أو منطقة الخليج على وجه الخصوص. ونود الإشاره إلى بعض السلوكيات والتيارات ذات آلأراء المتباينة في البث الفضائي.
فبعض المتابعين من المواطنين يرى في هذه القنوات إضافة أساسية لمصادر معلوماته، وأن التدفق الحر للمعلومات من خلالها يحقق الاحتياجات الاتصالية لشرائح متعددة من السكان. ويرى هذا التيار أيضاً أن القنوات الفضائية العربية في حد ذاتها كفيلة باستقطاب قطاعات كبيرة خاصة من الشباب للتعامل معها بدلاً من الاتجاه إلى قنوات وافدة أخرى. وهي كثيرة، قد يكون الضرر في برامجها أشد إيذاء أو إيلاماً من تلك التي تقدمها القنوات المحلية، فالخير يكمن من وجهة نظر هذا المتابعين في الاعتدال بقدر الإمكان في البرامج المقدمة سواء من جانب النص أو الإخراج أو الجانب الفني. والفكرة هنا بالنسبة لهذا المتابع، وأنه لم يعد بالإمكان الانعزال عن تأثير مختلف الثقافات الوافدة من الفضائيات الأجنبية وهي على قدر كبير من المغريات، وربما تكون أكثر تأثيراً في المشاهدين العرب إذا ما ترك المجال مفتوحاً لها بمفردها.وفي المقال القادم سنبحث جوانب اخرى