الرئيسية / الرأى / محمّد بن سلمان… قدرة الشباب وحكمة المشيب
منظمة السلام والصداقة الدولية

محمّد بن سلمان… قدرة الشباب وحكمة المشيب


newswekarabi

جمعة الدبيس العنزي

 

لا يسع المرء في حلكة الليل البهيم الذي يغشى الأمة, إلا أن يبحث عن بارقة أمل, وضوء ما في نهاية النفق ليكون الأمل…
نحن مسلمون نؤمن بقضاء الله وقدره, ونحن بشر أيضاً, لكلٍ منا حدود استيعاب وحدود تحمل لا يمكن تجاوزها, ولا يمكن لعاقل أن يتجاهل الظروف بالغة الصعوبة التي يمر بها كل عربي, وكل مسلم حتى, ولكم أن تعددوا أسباب النكوص والإحباط في قائمة تطول وتتطاول…

لا نود هنا بث مشاعر الوهن في النفوس والاستسلام لمدارج اليأس, فالله ماضٍ في حكمه, وكل شيء مقدر بمشيئته, وحسبنا ذلك لننتظر الغد الأجمل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك” أخرجه مسلم والبخاري, وهذا الرجل نحسبه عند الله من هذه الطائفة, وهو سليل ملك الحزم والعزم, خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز حفظه الله, ونصر به الحق, في زمن التردي العربيّ هذا.

 

 

محمد بن سلمان؛ نموذج مشرق للشاب العربي الذي افتقدناه طويلاً, ليس لأن

الأمة باتت عقيمة, فالخير فيها باقٍ إلى يوم القيامة, ولكن لأن الفرصة لم تأت بعد,حتى دب الوهن في نفوس الشباب الذين باتوا يبحثون عن بطل يقتدى به؛ ولم يجدوه إلا بعيداً هناك… خلف المحيط, فكان نجوم الفن ولاعبو الكرة – بما لهم وما عليهم – مثلاً أعلى لجيل كامل من شبابنا, شئنا أم أبينا.

قيّض الله لي أن التقي مقربون منه فسألتهم بأمانة, وهم في مأمن من أية مساءلة وفي منأى عن أي مغنم, فكان ما رووه عن هذا الرجل أمراً يدعو للفخر والعزة لكل عربي رأى فيه أملاً ونبراس حق.

ليس مثله من (ولد وفي فمه ملعقة من ذهب) كما يقال, ورغم ذلك كان دائماً بعيداً عن التفرغ لملذات دنيويه زائلة لا تصنع مجداً ولا تبني دولاً يخلدها التاريخ, ورحم الله أبا الطيب

حين قال:
(ولا تَحْسبنّ الَمجْدَ زِقَّاً وقَيَنْةً فما الَمجدُ إلاّ السّيفُ والفتكةُ البِكرُ)

هو لم يكتف بأصله الرفيع, ومجده التليد, وحاضره العامر, الوارفة ظلاله, بل أضاف إلى كل ذلك, وكان علامة فارقة في تاريخ عائلته العتيد المليء بالمفاخر والبطولات, وهو ما زال في ريعان الشباب, وهذا ما جعل كثير من المراقبين يرسم له مستقبلاً واعداً ليس في المملكة فحسب, بل في المنطقة بأسرها.
قد تكون شهادتي فيه مجروحة كمواطن عربي يأمل خيراً للأمة في صفوة

الرجال المؤثرين في هذا الزمن – وهو منهم – وقد يكون ما قدمته حكومة بلاده ووالده شخصياً – حفظه الله – لمساعدة ومؤازرة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ أثراً في مشاعر بشر من لحمٍ ودم, ليس له إلا أن يكون ممتناً لمن مد يد العون لمن احتاجها, وهو أضعف الإيمان في زمن الذمم الواسعة, ونكران الجميل,

رغم كل ذلك حاولت ما استطعت أن أكون منصفاً لنفسي في رجل هو آخر من يبحث عن ثناء وهو يعتلي صهوة المجد, محمّد بن سلمان؛ انتظروا رجلَ أمّه.

 

 

جمعة الدبيس العنزي

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

نوره العلم والتفوق والابداع صنوان

اخواتي اخواني عندما يكتب الدكتور علي عن شخصية فتيقنوا انه رأى جوانب تثير الاهتمام وتستحق …