الرئيسية / الرأى / نحن والاغذية المعدلة وراثيا هل يبقى العرب اسرى تخلفهم العلمي ؟
منظمة السلام والصداقة الدولية

نحن والاغذية المعدلة وراثيا هل يبقى العرب اسرى تخلفهم العلمي ؟

newswekarabi
عبدا لحكيم محمود

 

 

يصف العلماء ومؤرخو العلم أن القرن العشرين هو قرن البيولوجيا لانه شهد تطور في فروع العلوم البيولوجيا التي عرفها العالم في القرن التاسع عشر وابرزها البيوكيميا والبيولوجيا الجزئية وعلم الخلايا وعلم الجينات الذي ظهر كعلم مستقل في أواخر القرن التاسع عشر
كل هذه الفروع لعلم البيولوجيا أدت إلى ظهور مايعرف بالتكنولوجيا الحيوية وهو مصطلح يشمل أي تقنية تستخدم الكائنات الحية او مستخرجاتها في تطوير وتحسين الإنتاج من المحاصيل الزراعية والحيوانات وإنتاج الأدوية واللقاحات وتلك المنتجات التي يطلق عليها الكيمو حيوية وهي تشمل التقنيات القديمة المعروفة مثل عمليات التخمير أو إنتاج الجبن إضافة إلى التقنيات الحديثة التي تعتمد على حمض ال DNA
لقد ادى تطور الهندسة الوراثية وعمليات نقل الجينات من كائن إلى أخر إلى ظهور عمليات التحوير الوراثي وإنتاج الأغذية المعدلة وراثيا
وعلى الرغم من ان التكنولوجية الحيوية قد حققت عدد من ا لمنجزات و الفوائد الا انها خلفت العديد من المخاوف


حيث يسود الأوساط الشعبية القلق من المخاطر الكامنة التي يشكله النمو المتسارع للصناعات البيولوجية في انتاج المواد الغذائية والمستحضرات الصيدلانية على صحة الانسان و الأنظمة البيئية
لقد ادى ذلك القلق الى وضع بروتوكول قرطا جنة في كولومبيا عام 1999 بهدف ضمان نقل واستخدام الأحياء والمنتجات المعدلة وراثيا بطريق تمنع الضرر الذي تسببه.
وقد صاحب عمليات انضمام بلدان العالم لهذه الاتفاقية إلى بروز مفهوم السلامة الاحيائية والى تبني برامج السلامة الاحيائية
ان السلامة الاحيائية هو مصطلح عام يعني المعرفة والتقنية والمعدات التي تستخدم لمنع تعرض الأفراد او المعامل أو البيئة للعوامل الممرضة او المؤثرة على الصحة والبيئة
وهو أيضا مصطلح يستخدم لشرح السياسات والطرق المتبعة لتامين التطبيقات الآمنة بيئيا للتقنيات التكنولوجية الحديثة
هكذا يكون بروتوكول قرطاجنة قد عرف السلامة الاحيائية الذي يتطلب هو الاخر من البلدان المنظمة إليه ان تبني برامج السلامة الاحيائية لأجل حماية المستهلكين من إضرار المنتجات المعدلة وراثيا
فهل تمتلك البلدان النامية وفي مقدمتها بلداننا العربية إمكانيات الكشف عن المنتجات المعدلة وراثيا قبل ان تعرف أضرارها او فوائدها على صحة المستهلك؟


من خلال نزولي الميداني الى الأخصائيين في جامعة صنعاء والهيئة العامة للبيئة في اليمن تبين لي انه لا توجد هناك أي امكانيات تقنية للكشف عن اي منتج غذائي معدل وراثيا وبين لي المتحدثون انهم لايمكنهم معرفة ذلك الا من خلال الملصق الذي يطالبون فيه الجهات المصدرة بإلصاقه على المنتج حتى يتبين فيما اذا كان ذلك المنتج معدل وراثيا ام لا
ربما هذا الوضع في عدم القدرة عن الكشف عن المنتجات المعدلة وراثيا يوجد في معظم بلداننا العربية وهو في الحقيقة وضع مأساوي يكشف عن مدى تخلفنا العلمي الذي ينتصر به الآخرون علينا ويتحكمون بنا وفي مصيرنا ولربما أصبحنا في وضع لا نستطيع فيه معرفة طبيعة الحرب البيولوجيا التي نعيشها
لا اريد ان اخوض في غمار الخلاف الدائر حول فوائد وأخطار المنتجات المعدلة وراثيا ولكني اريد فقط هنا ان اطرح سؤال مقلقا حول فيما اذا كنا قادرين على مواكبة التطورات العلمية التي يشهدا عالمنا الذي أصبح يعرف بعصر الجينات او الجينوم ؟
اقول قولي هذا وأنا لازلت أتذكر تحذير كان قد جاء على لسان أحد مؤسسي علم البيولوجيا الجزئية وهو إيرفين شار جاف الذي يقول : إن اللعب في الجينات يعرضنا للخطر فهناك اخطار قد تكون اثناء عملية التعديل الوراثي وقد تتكون مركبات خطرة مرافقة للمنتجات المحورة وراثيا


اذا ذلك كان تحذيرا من احد رواد ومؤسسي علم البيولوجيا الجزئية وهو العلم الذي يدرس طبيعة الجينات ويكشف عنها فما بالكم نحن الذي نتعامل مع تلك المنتجات ولا نعرف عن طبيعتها شيئا
ها نحن في زمن التلاعب بالجينات النباتية والحيوانية ونقلها الى الانسان عن طريق الغذاء او الدواء وتفنيات جينية توثر فينا سلبا وايجابا
نحن العرب نعيش اليوم في عصر الجينات لربما نتطور به و لربما يغيرنا دون ان ندرك طبيعة ذلك التغير

 

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

الجامعة العربيه المفتوحه علم وعلوم

              Newswekarabi خوله حمدان         أنشئت …