هجوم إسطنبول والأقنعة الزائفة

newswekarabi
م. شاهر الرقام
صباح الأحد الماضي فجع العالم أجمع بمقتل تسع وثلاثون نفساً بريئة. لم يكونوا أعضاء في حزب معين ولم تجمعهم ميول واحدة او دين او حتى وطن واحد. كل ذنبهم أن تصادف وجودهم في مكان قد تم التخطيط للإعتداء عليه.
إلى هنا والحدث قد يكون حدث عادي أصبح متكرراً في عالمنا المجنون.
عندما أعلن الخبر أن هجوماً إرهابياً تم على ملهى ليلي في مدينة اسطنبول وبعد أن زالت الصدمة الأولى بدأ الهمز واللمز.

بدأ محللوا الظلام وخفافيشه في نكأ الجراح. ترى ماذا كانوا يفعلون؟ طالما أنه ملهى ليلي فيقيناً كانوا يمارسون الرذيلة ويحتسون المنكر أو على الأقل يحتفلون بعيد وثني ويختمون كلامهم وتحليلاتهم بالدعاء اللهم قنا مصارع السوء ويصدرون تذاكر مجانية للضحايا إلى جهنم وسوء المصير.

بعدها إستلم الراية خفيفو الظل أصحاب النكتة التي لم نعد نستغني عنها في حياتنا.
نسي أو تناسى كل هؤلاء أن معظم الضحايا مسلمون وأن لهم أهل وأحباب يتألمون وقد فجعوا بهذا الفراق القاسي. هل نزعت من قلوبهم الرحمة؟ هل فقد هؤلاء الإحساس بذوي القربى والأرحام؟ هل أصبح هؤلاء يملكون مفاتيح الجنة والنار.
هل نسي أو تناسى كل أولئك أنهم أو أي شخص آخر كان ممكن أن يكون في نفس المكان.
الأكيد أن هؤلاء نسوا أو تناسوا قوله تعالى
(أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ.)

ختاماً رحم الله الضحايا وتقبلهم شهداء وربط على قلوب ذويهم وألهمهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

م/ شاهر محمد رقام