الرئيسية / مقالات / هل تمنح الرقائق القوة الخارقة للإنسان ؟
منظمة السلام والصداقة الدولية

هل تمنح الرقائق القوة الخارقة للإنسان ؟

newswekarabi

عبدالحكيم محمود

 

الخيالة هي التسمية التي أطلقها بعض المثقفين العرب على السينما كترجمة عربية لها على غرار الترجمات العربية للمنجزات العلمية كالهاتف والمذياع وغيرها .

 

 

 

 

ومنذ أن ظهرت سينما الخيال العلمي تحولت كثير من أفكارها الخيالية إلى حقائق مجسدة في واقع الحياة فكان لها شيئا من التقارب مع التسمية العربية.
ومع تطور مختلف جوانب العلوم تجددت أفكار ومواضيع السينما الغربية وأصبحت المادة السينمائية من قصة وسيناريو بل وتقنيات تتأسس على ثقافة وانجازات العلوم المعاصرة وتستمد منها إلهامها بل أن ما كنا نسميه بأفلام الخيال العلمي ينطبق اليوم على معظم الإنتاج السينمائي الغربي

 

 

 

 

فإذا كنا نتخيل مع الخيالة تلك القوى الخارقة لأبطالها فان الثورات العلمية السريعة اليوم باتت تجسدها في واقع الحياة فلم تمضي أشهر على الجدل الدائر في الأوساط الغربية حول زراعة الرقائق الالكترونية في جسم الإنسان تفاجئ العالم بانجاز مذهل يمنح الإنسان فيه القدرة على فتح الباب باشا ره منه وبتلويحه من يده يمكنه من تشغيل الكومبيوتر دون طباعة أو تذكر كلمة السر الخاصة .

 

 

 

 

هذه القدرات وغيرها هي ما تمنحه الرقائق الالكترونية التي يتم زراعتها تحت جلد الإنسان في فترة قدرها 20 دقيقة ومن دون أن تتسبب بألم أو أثر للجرح ويبلغ تكلفتها دولارين .
وتتم عملية القوة الخارجة التي تمنحها هذه الشريحة المزروعة تحت جلد الإنسان تفاعلها مع جهاز يركب في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الالكترونية الأخرى التي يقوم بفتحه أو التحكم بها عن بعد .

 

 

 

 

ويأتي هذا الانجاز المذهل ضمن مجموعة من الانجازات العلمية المتسارعه الخطى التي شهدها العالم بفضل التطورات في عالم البرمجيات وقدرات الكومبيوتر منها تمكين الحواسيب من التعرف على بصمة العين وعلى الصوت إلى درجة أصبحت قادرة فيها اليوم على التفاعل مع ظواهر خارجية بشكل قريب جداً من ردود وفعل الحواس البشرية كالتجاوب مع الصوت واللمس وحتى بعض الروائح وهكذا أصبحت ثمة علاقات تواصل بين بعض حواس الإنسان والآلة وهي اختراعات تشكل اليوم للباحثين منطلقات لتحقيق الإنجازات العلمية في جعل الإنسان قادر على التحكم بالحواسيب دون استعمال الأيدي وهي اتجاهات كانت تهدف في أول الأمر إلى تمكين المعوقين جسديا من التعامل مع أجهزة الحاسوب ولعل ذلك ما سيمكنهم في المستقبل القريب من إصدار أوامرهم للحواسيب انطلاقا من الإشارات الكهربائية التي في أجسادهم أو من الرقائق الاليكترونية التي تمكن العلماء من زراعتها تحت جلد الكائن البشري .
من ناحية أخرى ظهرت تقنية زرع الرقائق الالكترونية الطبية في الجسم البشري بهدف شحن الذكريات عليها أو في اتجاه التحكم بالأطراف الاصطناعية والأعضاء المزروعة، من خلال الذبذبات الاصطناعية
لقد أدت مثل هذه الإنجازات إلى إثارة الجدل القانوني في الولايات المتحدة الأمريكية حول زرع الرقائق الالكترونية الطبية ومنها زرع رقائق إلكترونية في جسم الإنسان تحمل تاريخه الطبي وتسّهل التعامل مع المريض في الحالات الطارئة
إذاً يبدو أن العلم يتجه اليوم إلى حوسبة الإنسان أو إلى انسنة الحاسوب لكننا نعيش اليوم عصر نهايات الوساطات لاسيما تلك الحلقات الوسيطة ,كالسماسرة ووكلاء السفريات والمدرسين وغيرهم , حيث ألمحت ثورة الحواسيب والانترنت إلى بدايات نهاياتها فهل تنتهي تلك الوصلات بين الحاسوب والإنسان ويقترب اليوم الذي سيتحكم فيه الإنسان بالآلات دون استخدام الأيدي
هل سيأتي يوماً ما يستطيع فيه المرء تشغيل الكومبيوتر عن طريق التحديق على شاشة سطح المكتب؟
وهل تصبح إمكانية زراعة الرقائق الاليكترونية في الجلد البشري حقيقة متجسدة ومنتشرة في الواقع؟
وهل اقترب اليوم الذي سيسمح فيه التقدم العلمي والتكنولوجي بزرع الكومبيوتر في الجسم البشري كما جاء في تصريح بيل غيتس رئيس شركة مايكرو سوفت ؟
وهل تندمج إحساسات الإنسان بالكومبيوتر فيصبح إنسان الكومبيوتر والكومبيوتر كومبيوتر الإنسان ؟ وهل تمنح الرقائق الالكترونية القوة الخارقة للإنسان؟

 

 

 

عبدالحكيم محمود

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

نوره العلم والتفوق والابداع صنوان

اخواتي اخواني عندما يكتب الدكتور علي عن شخصية فتيقنوا انه رأى جوانب تثير الاهتمام وتستحق …