وتحول الحلم إلى حقيقة !!

newswekarabi

د. عبدالله غريب

قبل قرابة عامين التقيت بالصديق الودود الشيخ سعيد العنقري الزهراني في إحدى المناسبات بمنطقة الباحة وكنا حينها قد أكملنا بناء مقر النادي الأدبي الثقافي بالباحة على هامة جبل شهبة المطل على الباحة وضواحيها وعرضت عليه تشطيب المباني المكونة من مبنيين وقاعة كبرى للمحاضرات وقاعات لكبار المسؤلين والزائرين ومسجد وخدمات مساندة محاطة بسور يحتضن ما مساحته 11000م2

واستجاب مشكورا بقوله أبشر مادام يتعلق بالأدب والثقافة والشباب وعموم المثقفين والمثقفات من داخل المنطقة وخارجها وعشاق الباحة من اخواننا المثقفين العرب وطلب مني خرائط الموقع لدراستها من قبل مهندسين شركته ولم يتأخر كثيرا حتى أتصل بي وقابلته في قصره العامر بالباحة ثم جدة وأعلن موافقته على تشطيب القاعة ثم عرضت عليه مرة أخرى تشطيب المباني واستجاب وعرضت عليه بعدها تشطيب المسجد وبعض المرافق الخدمية فاستجاب وكان يقول لي ( إمنعني من النشر في الإعلام حتى ينتهي المشروع ) وحينها قدر مهندسوه تكلفة المشروع بأكثر من ستة عشر مليون ريالا

ثم التقينا به أنا وأخي رئيس النادي الأدبي الثقافي بالباحة الشاعر حسن الزهراني وتم توقيع الاتفاقية في قصره بآل موسى وإبلغناه بأن القاعة ستكون باسمه دون طلب منه ولكن تقديرا لهذا الدعم السخي وتم عرض الأمر على مجلس الإدارة والوزارة وقمنا بالإجراء وجاءت الموافقة على ذلك وبدأ في التشطيب بدء من المبانى رقم (1 ) ثم المبنى رقم ( 2 ) كل منهما دورين ثم المسجد ثم القاعة على مساحة 2500م2 والسور والمدخلين الرئيسيين والأرصفة

واستمر المشروع واحد وعشرين شهرا واليوم تحول الحلم إلى حقيقة في هذا الشهر من عام 1438هـ بعد أن انهت الشركات المنفذة أعمالها وتمت التجارب في قاعة الشيخ سعيد العنقري الثقافية على الصوتيات والإضاءة وكل ما يتعلق بأعمال المسرح وأصبح مقر النادي جاهزا للافتتاح الرسمي برعاية سمو أمير المنطقة الأمير مشاري بن سعود وحضور عال المستوى من وزارة الثقافة والإعلام وجمع كبير من المثقفين من داخل المنطقة وخارجها ومن ثم مزاولة الأنشطة الأدبية والثقافية فيه ولا ننسى في هذا المقام تعاون ومساندة وزيارات المقر وتوجيهات سعادة المهندس محمد مجلي أمين منطقة الباحة الذي قدم كل ما بوسعه منذ بداية التأسيس حتى ما بعد التشطيب كما نشكر مدير شركة كهرباء بمنطقة الباحة المهندس احمد الحرازي ومدير ومهندسي مكتب الشركة بمكتب الباحة كذلك الزميل الصديق المثقف المربي الأستاذ سعيد منسي من أعيان معشوقة بمحافظة القرى والمهندس علي سليمان اللبناني المشرف على تنفيذ المشروع من قبل الداعم الشيخ العنقري وكل من مد يد العون وشجع على إقامة هذا الصرح الثقافي الشامخ بالباحة .

فنحمد الله في النادي الأدبي الثقافي بالباحة رئيسا وأعضاء مجلس إدارة وموظفين بأننا قد حققنا بفضل الله ثم بفضل قائد ربان سفينته الشاعر الأستاذ حسن الزهراني والزملاء الأعضاء المحترمين كل ما نصبو إليه من الوصول بهذا النادي إلى العالمية الثقافية ونفخر ونعتز بأننا نعمل في صمت ولكنه جهوري في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بأقلام وألسنة الصادقين مع الله ثم أنفسهم ومجتمعهم ولذا نقدر جهودهم ونقدم لهم الشكرالجزيل على هذا الإشهار للنادي من خلال ما وجدوه حقيقة وهم شهود المرحلة كما هم شهودها على مستوى الوطن العربي الذين أتوا إلى الباحة بعد أن كانت بوصلة الرواية والشعر وكانت وجهتهم الثقافية المتميزة .

بقي أن أسجل بطاقة شكر وعرفان تسطر بماء الذهب للشيخ سعيد العنقري رجل الأعمال المعروف ورجل المواقف الثابتة الذي رفع رأسي باستجابته لطلبي ولأني عرفت عنه بأنه لم تغيرعليه المادة والثراء بل زادته مشاركة وجعلت منه قدوة للعمل المجتمعي الوطني على خارطة الوطن وزادته مكانة في قلوب من يعرفه عن قرب وهم كثر وإن كان غنيا عن هذه العبارات فمشاريعه تتحدث عن نفسها للشباب وللمجتمع في محيط قريته وقبيلته ومنطقته ومناطق ومواقع أخرى ولكن كما يقال من لا يشكر الناس لا يشكر الله فشكرا لك أبا سامي باسم النادي وباسم المثقفين في أنحاء الوطن العربي فقد طوقت عنقي وأعناق المثقفين بهذا المشروع الأول من نوعه على مستوى المملكة للثقافة والمثقفين حيث سيسطر لك التاريخ بأحرف من نور هذا العمل الجليل الذي سيحتفل المثقفون به الذي شيدته وتابعته بنفسك فلك نرفع الراية بيضاء كما كانت تبدى للمميزين من أبناء المجتمع في أسواق الباحة قديما ونشكر لك أبا سامي باسم رئيس وأعضاء المجلس ومثقفي الوطن

هذا الدعم الذي سينضم إلى دعمك العلمي بكرسي الشيخ سعيد العنقري لأبحاث الزيتون في منطقة الباحة وقريبا تبني أبحاث زراعة اللوز وما قدمته للشباب والمجتمع من برامج وخدمات… واعلم بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ..
د . عبد الله غريب
نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة