الرئيسية / حواديث / يحكى أن،،السقا والأرمله،،قصة من واقع زمان
منظمة السلام والصداقة الدولية

يحكى أن،،السقا والأرمله،،قصة من واقع زمان

  • newswekarabi

مركاز العمدة

محمد عبدالعاطي
كل يوم حكاية من تاريخ الحجاز جدة
تكتب القصة من واقع الحياة الاجتماعية والمعيشية للمجتمع الإنساني من أحداث عاصروها وعاشوا شجونها وافراحها واحزانها وتجرعوا مأساتها وأصبحوا أبطالها أو شهود عليها أو سمعوا هذه القصص والروايات الشعبية التي هي حقيقية في أحداثها مع تصرف بسيط جدا حتي تصبح قصة عامة لا يستطيع احد ان يدعي أنها تحكي قصة عائلته أو أهله في حكم الإشراف في الحجاز كانت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها كثير من المشاكل التي تواجه المواطن وقليل من الأمن القومي الوطني وبدء الكساد يصيب حتي المدن الكبري في الحجاز مثل مكة المكرمة وجدة وقصة اليوم عاش أبطالها هذه الأحداث كان الزوج يعمل حامل في ميناء جدة والمسمى البنط كان دخله ضعيف لايفي بمستلزمات المنزل وكانت زوجته تعمل في المنزل في أعمال الخياطة النسائية وعمل التطريز علي المنسج

وفي يوم شعرت بضيق في الصدر لم تري مثله من قبل وظنت انه من أسباب الحمل الرابع الذي كان في الشهر الخامس وهو المولود الرابع الابن الأكبر الآن عمره ستة سنوات والثاني أربع سنوات والثالث في الثانية من عمره والرابع في شهره الخامس لم يولد بعد افاقت من ضيق الصدر علي زملاء العمل وهم يحملون زوجها وقد فارق الحياة وطلبوا أن يبدوء في الغسل والكفن لم تفق من هول الصدمة غير زوجها مكفن وقبلته هي وأبنائه الثلاثة وحمل الي المسجد وصلوا عليه بعد صلاة الظهر ودفن وعاد أهلها وأهل زوجها وقدموا واجب العزاء والمواساة وانصرفوا كل يبحث عن حاله في هذه الأوضاع المتردية وبعد الحزن افاقت أنها أصبحت أرملة وأم لأربعة أبناء وهي في الخامسة والثلاثين من العمر أصبحت أرملة وام واب لأطفال اكبرهم ستة سنوات استمرت في منزلها وفي عملها من الخياطة والتطريز للنساء وبعد شهور ولدت الابن الرابع

واستمرت في نعمة الله عليها صابرة علي ابتلاء الله لها وكان السقا هو الشخص الوحيد الذي يمر عليها كل ثلاثة أيام لتزويدها بالماء الصالح للشرب وكان رجل مستقيم ونزيه ومشهود له بحسن الخلق والأدب والالتزام والأخلاق الإسلامية وهي تدفع له ثمن زفة الماء ويعود بعد ثلاثة أيام وأحيانا يزورها عمها الوحيد واستمر الحال حتي بلغ ابنها الكبير العاشرة من عمره وبدأت تقلق وتخاف علي أبنائها من الشارع والناس ولم تعد تستطيع السيطرة على الأبناء وشعرت بحاجتها الي رجل يعينها في تربية الأبناء ولكن الظروف البلد وهي أرملة ولديها أربعة اطفال افقدوها فرصة الحصول على زوج

وفي قمة الحزن والتفكير اذا سمعت طرق علي باب منزلها قالت من قال إن فلان وهو شيخ معروف في مدينة مثل جدة محاطة بسور فتحت الباب بطريقة تسمع المتكلم ولايراها فقالت نعم قال السقا فلان طلب أن يتزوجك وأريد أن أسمع ردك وفي حالة الموافقة منك سوف إذهب به لعمك وخطبتك منه وهو يمني قالت للشيخ دعني أفكر وغدا يصلك الرد وأغلقت علي نفسها وأبنائها الباب وهي تفكر الابن الأكبر أصبح عشرة سنوات والأصغر خمسة سنوات وانا بلغت الأربعين من العمر والسنين تأخذ منا صلت واستخارت واستغرقت في النوم وبعد الظهر أخذت أبنائها وذهبت لعمها وأخبرته أن الشيخ فلان خطبتي للسقا فماهو رايك قال لها طيب اتركي لي الأمر وسوف أخبرك بالمفيد ولكن قبل أن تذهبي ماهو رايك هل تقبلين بهذا السقا زوجا لك قالت نعم بعد موافقتك ورضاك

وعادت الي منزلها منشرحة الصدر وكأن جبل ازيح عن ظهرها تنتظر رد عمها جمع العم أبنائه وأبناء إخوانه وإخواته واخبرهم بأن السقا اليمني فلان يرغب في الزواج من فلانة ابنت عمكم وخالكم فلان ولاحظ بوادر الانزعاج علي محياهم لأن المتقدم سقا يمني صمت الشيخ وقال من منكم يريد أن يتزوج بها ويرعاها ويرعي أبنائها صمت الجميع فقال لهم اذا دعوها تتزوج السقا واستمروا في الصمت مع قليل من الرضا ذهب عمها للشيخ وقال له انا انتظرك انت وفلان لتقديم الخطبة لبنت أخي غدا بعد صلاة العصر فقال له الشيخ سوف أحضر انا والشيخ فلان والشيخ فلان وابني فلان وكلهم من أعيان الحي من تقديم الخطبة للسقا وذهب لبنت أخيه واخبرها أن تحضر غدا لمنزله مع أبنائها لتقديم الخطبة لها من قبل السقا وبعض أعيان الحي وفي الموعد المحدد أصر أحد أعيان الحي وهو من أعيان جدة والأغنياء المشهورين وكان هذا السقا يحمل الماء يوميا لمنزله وهو يعرف عنه الاستقامة وحسن الخلق بأن يحضر معه مأذون الحي وبعد صلاة العصر حضروا في منزل عم العروس وطلبوا يديها للزواج من السقا فقام الوجيه فقال اذا كان هناك قبول الآن نعقد القرآن وانا متكلف بالمهر وجميع مستلزمات الزواج وافقت العروس وتم عقد القران

علي أن يكون الزوج عائلي في منزل عمها الاسبوع القادم وتم هذا الزواج المبارك وتزوجت من السقا وذهب معها الي منزلها ومنزل أبنائها بعد صلاة العشاء وفي أول يوم اصطحب الابن الأكبر والثاني لصلاة الفجر في المسجد وبعد الصلاة ذهب للعمل وأخذ الأبناء الي الكتاب لتعلم القرآن الكريم وقبل صلاة الظهر أخذهم الي المسجد وبعد ذلك إلي البيت وشعرت بحبه لها ولابنائها وكانت سعيدة مستمرة في خدمة المنزل والعمل في الخياطة والتطريز …….يتبع غدا

عن مؤيد علي

شاهد أيضاً

رئيس حملة شكراً_سلمان : لا يمكن ليمني أو عربي أو مسلم نسيان لحظة انطلاق عاصفة الحزم

  newswekarabi داليا اسماعيل     أكد رئيس الحملة الشعبية اليمنية “شكراً سلمان” ناصر العشاري …